Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033
فقدتك الأرض ولكن احتضنتك القلوب
لولوة بنت عبد العزيز الحمدان

عرفتك أخاً عزيزاً ذاته مليئة بأسمى معاني العطاء الروحي والنفسي والعلمي والعملي.. دوحة غنّاء استظل بها الركب من صغار وشباب وكبار سن من عائلتك ومن صحبك.. كلماتك العفوية تخرج من بين شفتيك لتلج فؤاد محدثك دون استئذان منه فهي أطياف محبة في تواضع الكبار ومصداقية النفوس العظيمة..

.... جمعتني بك هنيهات قليلة.. لكن وقعها في النفس له مدى العمر كله.. أيها الإنسان لماذا الرحيل (اللهم لا اعتراض على حكمك).. بكتك العين ولكن نزف الفؤاد كان أعمق.. كالحلم رحيلك.. جاهدت لأفيق منه ولكن لتصدمني الحقيقة التي كنت أعشقها في حياتي.. حقيقة رحيلك المؤلم جعلتني أكرهها.. أيها الإنسان.. شريط الذكريات ينشر نفسه رغم المقاومة النفسية من الألم ليستعصي عليَّ الأمر.. تواضع الكبار يتجسد في جلستك الجميلة الغنية في منزل ابن عمك - محمد دخيل المالك.. أمسية أحسبها من الأمسيات المميزة في حياتي أن اتحدث مع عقل واعٍ وفكر نير وقلب نابض بالخير والحب للأهل والوطن.. غرفة صغيرة امتلأت بأنفاسك الطاهرة.. جعلت منها روحك الطيبة غرفة خمس نجوم.. مبيتك فيها أيها الإنسان شرف الدار وساكنيها.. قليل ما تجمعنا الحياة بشخصية متكاملة.. دين وحسن خلق.. أدب في المعاملة واحترام للعقول.. علم ووعي وقدرة على التواصل مع الآخرين.. مقدرة على الجذب وقصور في التنافر.. ذلك هو أنت أيها الإنسان.. هو أنت يا دكتور صالح بن عبد الله المالك.. يا رمز المحبة والوفاء.. رحمك الله وأحسن وفادتك.. إهداؤك المذيل بتوقيعك لآخر محاضرة أعددتها ولم تمهلك الحياة صحياً لترحل لخالقك قبل تقديمها بعنوان: (ماذا نعني بأسلمة العلوم الاجتماعية) في شهر صفر 1428هـ.. هذا الإهداء كنت أقرؤه وأنت في رحلتك العلاجية لتسبق لك الدعوة بالشفاء.. والآن تغيب الكلمات تحت غمامة من الدموع داعية لك بالرحمة والمغفرة.. وأن يبدلك الله منازل الدنيا بعليين.. دكتور - صالح المالك.. رحلت عن هذه الفانية ليبقى فراقك جرحاً في القلب لا يقبل الشفاء.. لكن عزاءنا في إخوتك من رجال أسرة المالك ليستكملوا النهج الذي رسمته لجمعهم والتواصل بين شباب هذه الأسرة الكريمة ليكون لدينا العديد من شخصية الدكتور صالح العبد الله المالك... رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه أيها الإنسان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

(*) الرس



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد