Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033
المالك نموذجاً
عبدالله الناصر

صالح المالك اسم له وقعه الخاص في النفس، والإحساس، له وقعه الخاص في العمل، وفي الثقافة السعودية.. عرفت معالي الدكتور صالح من خلال موقعي ملحقاً ثقافياً في لندن.. حيث كان يزور المكتب في كل مناسبة يأتي فيها إلى لندن.

كان مولعاً بالحديث عن العلم والمعرفة، مولعاً بالحديث عن التعليم.. مولعاً بالحديث عن الثقافة.. جمعته في لندن بالطلبة مناسبات كثيرة. فكان يتحدث حديث المواطن المخلص صاحب التجربة في تحصيل المعرفة منذ أن كان طالباً في المعهد العلمي متتلمذاً على أيدي ذلك الرعيل الأول من مشايخ وعلماء المملكة.. إلى تجربته الدراسية في الجامعات الغربية.. كان يتحدث حديث المجرب الواعي بحدود التجربة، وتاريخيتها وقيمتها المكانية والزمانية.. لذا فقد كانت أحاديثه مع المبتعثين في بعض تلك المناسبات ذات وقع خاص، ودلالة خاصة وإيماءات وطنية عميقة.. كما كان الدكتور صالح حفياً بالحديث عن الثقافة، كان يسأل عن المثقفين العرب.. ولقد اجتمعنا بالكثير منهم، وكان حديثه دائماً مجلياً بارعاً، كان يلقي قصائده، وكان يبث نقده، وكان يعلن عن رأيه في كثير من القضايا الأدبية، بطريقة الواثق من مذهبه الثقافي والنقدي مما يجعل الكثير من سامعيه يحترم قوله ورأيه، ومذهبه، وأذكر أننا أجرينا معه حديثاً مطولاً في المجلة الثقافية تحدث فيه عن تجربته العلمية، وتجربته الثقافية، وتجربته العملية.

على كل حال كان معالي الدكتور صالح نموذجاً فريداً لشخص استوعب الثقافة بشقيها الأصيلة القديمة، والحديثة المتجددة، واستوعب تجربة تلقي المعرفة بطريقتها القديمة، وطريقتها الحديثة والتي انعكست على أدائه الوظيفي والعملي، كما انعكست على شخصيته.. تلك الشخصية المنسجمة مع ذاتها الأصيلة في عطائها، المستنيرة في أبعادها ورؤيتها نحو الحاضر والمستقبل.. فكان بحق مثالاً للمواطن الناضج الصالح المحب لدينه ووطنه.

أدركه الله بواسع رحمته، وشمله برضوانه وغفرانه.

المستشار بوزارة التعليم العالي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد