Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033
صالح المالك.. مسيرة عطاء
د. محمد عبده يماني

رحم الله الصديق العزيز الدكتور صالح المالك؛ فقد كان رجلاً له من اسمه نصيب، وهو من الرجال الصالحين، ولا نزكي على الله أحداً. وقد كان رجلاً كيّساً، يملك نفسه عند الغضب، ولا ينفعل عند الاختلاف مع الرأي الآخر، وكان يسرني فيه قدرته على الحوار واحترام الرأي الآخر، وكان - رحمه الله - ثري الفكر، واسع الثقافة، وقد عملتُ مع الرجل في أكثر من مكان .....

..... واجتمعت معه في أكثر من مناسبة، وكان يسرني أنه ممن يدعون إلى الله على بصيرة مع غيرة على هذا الوطن..

والدكتور صالح - رحمه الله - كان ممن يألف ويؤلف، ومن رجال المجتمع المرموقين، واطلعت على جهوده العلمية. ولقد ساهم خلقه وعلمه في إيجاد مكان مرموق له في المجتمع، وكان يسعى للخير ويدعو إليه، وسبحان الله كيف كان عطاء هذا الرجل كثيراً وواسعاً ومتعدد الأغراض، كسب به احترام الناس وتقديرهم.

إننا جميعاً نتقبل قضاء الله وقدره بقلوب راضية صابرة، ومع ذلك فإن التغلب على الشعور بالمرارة والحزن يكون صعباً حين تفقد إنساناً كان ملء السمع والبصر.. وكنا نتابع أخبار رحلته في عالم البحث عن العلاج ويحدونا الأمل في أن يعود إلينا معافى؛ ليواصل عطاءه الذي لم ينقطع في خدمة مجتمعه الذي نذر حياته لخدمته بكل ما حباه الله به من علم وحسن في التعامل مع الآخرين وجودة في أدائه الوظيفي في كافة الوظائف التي تقلدها.

ذلكم هو الأخ الدكتور صالح بن عبدالله المالك الذي فجعنا بسماع خبر وفاته، في وقت كنا ننتظر فيه عودته إلينا.. ولكنها مشيئة الله ولا راد لقضائه، وليس لدينا في مثل هذا الموقف الجلل إلا أن نقول: {إِنَّا لِلّه وَإِنَّا إِلَيْه رَاجِعونَ}.

نسأل الله أن يتغمده برحمته، ويُسكنه فسيح جناته، ونحن زملاؤه ممن يتعزى فيه أيضاً. ونعزي معالي الدكتور أحمد بن عبدالله المالك وكل أسرته، ونخص الأبناء الكرام هشام وعبدالله وسلطان وشقيقاتهم وزوجتيه، فكل من عرف هذا الإنسان وعرف إخلاصه يترحم عليه ويدعو الله له بالرحمة والغفران.

وإذا كنا قد فقدنا هذا الرجل فسوف تظل أعماله باقية تشهد على مسيرة عطائه. وأختم بأن أدعو الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يرزقنا الصبر والسلوان، وأن يخلفه خيراً في أهله وماله وولده.. إنه سميع مجيب.

وزير الإعلام سابقاً



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد