Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033
مجموعة الدكاترة في دكتور (رحمه الله) معالي الأمين صالح بن عبدالله المالك
فيصل بن سليمان الخرشت

في مساء يوم الاثنين 21-5-1429هـ فجعنا في مجلس الشورى وعمت مشاعر الحزن والأسى بوفاة أحد أعمدة المجلس، وعلم من أعلام الوطن هو الدكتور صالح بن عبدالله المالك أمين عام مجلس الشورى إثر مرض عضال عانى منه كثيراً -يرحمك الله يا أبا هشام-.

لقد زرت أبا هشام وهو في التخصصي في بداية مرضه وكنت حريصاً على عيادته، ولأن زيارته مهمة بالنسبة لي أجر وحسنات، وعيادة المريض صدقة، ومنها زيادة علم وثقافة وأدب، وكنت أتجاذب أطراف الحديث وقال لي وكان بجواري معالي الشيخ عبدالرحمن أبوحيمد وكنت أصغي له جيداً لمعرفتي بأهمية ما يقول، فإذا تحدث عن العلم والأدب والاهتمام الكبير بالكتب وبما تنشر فهذا المتكلم الخبير في هذا المجال. ويذكر رحمه الله أنه إذا ذهب إلى أي مكان في العالم في مهمة عمل أو مع الأسرة لابد أن يأخذ معه كتابين أو ثلاثة، ويعتبرهما رفيقي السفر اللذين لا يستغني عنهما. أ.هـ.

وسألته عن كيفية التوفيق بين السفر والقراءة وزيارة المكتبات لمتابعة ما يصدر وينشر من جديد أو ما تحفل مخزنته من المكتبات من القديم.

فأجابني بأن هذا الاهتمام يمثل إحدى هواياته المهمة وإحدى تطلعاته في الحياة، فهو لا يستغني عن الكتاب وهو جليسه، وعن القراءة ولا يكاد يمر يوم أو يومان دون أن ينجز فيه تأليف كتاب أو مقالة أو بحث أو حضور ندوة أو مؤتمر، وقد قلت له -رحمه الله- مازحاً ومعلقاً على ذلك الاهتمام بأن الأحسن أن يقضي إجازته في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أو مكتبة الملك فهد الوطنية أ.هـ.

المرحوم (أبو هشام) تقلّد عدة مناصب في الدولة وكان أديباً ومثقفاً ورجلاً من رجالات الدولة. كان إذا تكلم يود المستمع أن يستمر، وإذا كتب يود القارئ أن تطول صفحاته، وإذا علق أشرأبت الآذان إلى سماع ما يقول وإذا نظر التفت إليه الحاضرون، وكل ذلك مع هبة من الله سبحانه وتعالى في حسن الخط الجميل الذي لا تمل من النظر إليه، يفضله الكثيرون عن الطباعة، وأعطاه الله سحراً في الكلام نثراً وشعراً، فلسفته كانت دائماً ثرية والكلمات ممتلئة وواضحة المعنى.

علاقاته رحمه الله كانت مضرب المثل في الصفا والودّ والمحبة، لا يضمر لأحد حقداً ولا يحمل لأحد حسداً أو صغينة بل كان صديقاً للجميع ودوداً ورحيماً للصغير والكبير.

وفاة المرحوم معالي الدكتور صالح المالك رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، صادفت وفاة صديق عزيز له وصديق لي وأولاده هو المرحوم محمد بن سعد السماري.. كان يرحمه الله رجلاً صدوقاً عطوفاً خلوقاً دمث الأخلاق صادق النية والتوجه رحيماً مع الجميع.

المرحومان أنجبا ذرية صالحة طيبة مؤهلة تأهيلاً عالياً سوف يبقى لهما الذكرى الحسنة و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } صدق الله العظيم.

ولم يساعدني الوقت امتطاء القلم لكتابة الرثاء، كلٌّ على حدة لأني متأثر كثيراً لهذا الموقف الذي جعلني أفقد عزيزين في وقت واحد، تجمعهما صداقة قديمة وظروف عديدة ووصل بهما التجاور إلى أن تجاورا في مقبرة النسيم رحمهما الله وجعلهما إن شاء الله جيراناً في جنات الخلد مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

رحم الله الجميع وألهم أسرة معالي الدكتور صالح المالك وأسرة الأخ سعد وعبدالعزيز السماري وأعانهم الله بعونه، وخاصة الأستاذ الكاتب عبدالرحمن بن سعد السماري الذي كان متأثراً جداً بوفاة أخيه الأكبر وصديقه العزيز معالي الدكتور صالح المالك فالمصيبة أعظم.

رحم الله المرحومين وأسكنهما فسيح جناته {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد