Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/06/2008 G Issue 13033
الاربعاء 30 جمادى الأول 1429   العدد  13033
وتاليتها
د. هند بنت ماجد الخثيلة

التراث صلة الماضي والحاضر، وذاكرة الأمس نراها اليوم، ومحطات تاريخية مليئة بعبق الماضي نقف فيها ونحن نمتلئ حنينا لتلك الأيام الخوالي، وتصميماً على حفظها من النسيان أو الإهمال أو الاندثار.

ويظل التراث بما يضمه من مواد تشكل صيغتها النهائية رمزاً للأمة، تعود إليه دائما لتستلهم المواقف، خاصة إذا كانت وراء تلك المواقف شخصيات قيادية عمرت التاريخ وأبهرته بإنجازاتها وبنائها. من هنا كانت روعة وأهمية المعارض التي تضم مقتنيات الشخصيات الرمزية في حياتنا، مثل معرض الملك سعود والملك فيصل - رحمهما الله - مع التأكيد على أهمية أن تستكمل هذه المعارض للملوك الآخرين بدء من الملك المؤسس إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - يحفظهما الله - آمين - إذ ليس من الضروري أن تكون تلك المعارض للذين رحلوا إلى جوار ربهم - رحمهما الله -، بل حين تكون أمام أصحابها تبدو أكثر أهمية واهتماماً وأثراً، لتكون شاهدة على عصرها الذي ليس واجباً أن يكون ماضياً، فالتراث يمكن أن يعرض اليوم باسم الماضي أيضاً.

كنا نتحدث عن جمال معاني معرض (شاهد وشهيد)، حين تدخلت فتاة في مقتبل عمرها وسألت باهتمام.. (لماذا تكون المعارض خاصة بالرجال فقط؟ أليس للنساء هن الأخريات تراث ومواقف ومقتنيات؟).

صمت الجميع أمام هذا السؤال المفاجئ، فقلت في نفسي إن كلاً يتحدث لغة عصره، وهو في حديثه ذلك على حق، وخطر في بالي أن تتولى مؤسسة نسوية فكرة تنظيم معرض خاص بصاحبات السمو الملكي بنات الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - وذلك كخطوة أولى أمام تأسيس هذا النهج الاجتماعي الذي أجزم أنه سيكون غنياً ومؤثراً، فكم لبنات عبدالعزيز من المواقف التي تصلح أن تكون دروساً في الحياة، وكم لهن من الأيادي التي هي تاريخ في حد ذاتها، وكم لديهن من عناصر الماضي والحاضر ما يكفي لأن يملأ المعارض والعقول والقلوب بالبهجة والمعاني السامية.

لنا أن نتصور وقوفنا أمام (أول فستان تلبسه الأميرة نوف بنت عبدالعزيز) أو أول بخنق تلبسه الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز، أو أول صورة لأول بيت نشأت فيه لولوة بنت عبدالعزيز، أو رسائل ودفاتر وكتب ومستلزمات مدرسية لها قصص ومناسبات مع هذه الأميرة أو تلك، إلى غير ذلك من المواقف والأشياء التي تظهر ولم تخطر على بال.

أقول هذا وأنا أعرف كم من المواقف العزيزة، والمحطات الكريمة التي كان لسموهن فيها آثار وبصمات تكفي ليعتز بها التاريخ، وينبهر بها الجيل الحالي الذي حتماً سيستسقي منها دروساً وعبراً ومجداً لا تحده حدوداً.

على أمل أن يأخذ هذا الاقتراح طريقه إلى التطبيق والتنفيذ لا يسعني إلا أن أقدم التحية والشكر لبنات عبدالعزيز وزوجات الملوك، اللواتي لهن هن الأخريات مكان في العقل والقلب وفي التاريخ ماضيه وحاضره.

الذي أود الوقوف عنده هو هذا الفكر الشاب المخلص الذي يستطيع أن يفاجئنا بفكر راق وإبداع كبير، لم نستمع إليه جيداً حتى الآن، لأننا للأسف ننتظر إلى الشباب على أنهم صغار في السن، وننسى أنهم ينظرون إلينا على أننا كبار في السن.. وتاليتها؟!!.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5940 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد