Al Jazirah NewsPaper Friday  06/06/2008 G Issue 13035
الجمعة 02 جمادىالآخرة 1429   العدد  13035
أمريكا بين رجلين
أحمد عبدالعزيز أبا الخيل

القطار الديمقراطي توقف أخيراً أو هكذا بدا لي المشهد، وحملت هيلاري كلينتون حقائبها ونزلت في محطة الخاسرين تكفكف دموعها، لينطلق القطار مجدداً وفيه باراك أوباما ليدخل في سباق جديد مع قطار الجمهوري جون ماكين عله يصل قبله إلى البيت الأبيض!

والسؤال التقليدي الذي يطرح في أمريكا والعالم مرة كل أربع سنوات: من سيفوز؟

التكهن بفوز أحدهما صعب فضلاً عن كونه مبكراً. ولذلك سأنشغل بشيء آخر، وهو تحليل شخصية الاثنين تحليلاً نفسياً لا أدعيه، وإنما هو مستقى من دراسات أمريكية لم تترك شاردة ولا واردة في تصرفات وخطب المرشحين حتى أخضعتها للتحليل والتمحيص في محاولة لاستشفاف الأقنعة التي يلبسها المرشحون وتلمس ما تخفيه ابتساماتهم من مشاعر حقيقية في دواخلهم، وما تخبئه خطاباتهم من معان تكشف عن نفسياتهم.

ببساطة، تقول بعض الدراسات إن أوباما ذو شخصية مثالية، أما ماكين فصحاب شخصية واقعية.

أوباما متفائل ويتطلع للمستقبل، أما ماكين فمتشائم ولا يتجاوز الحاضر.أوباما صغير السن مفعم بالحيوية، وماكين شيخ مسن تغطي التجاعيد وجهه ولا يبشر بتغيير حقيقي.. ألم يقل مرة: (سنبقى في العراق لمائة عام قادمة)؟!

هذه الدراسات ترى أيضاً أن أوباما يهتم بالنقاط المشتركة مع الآخرين، أما ماكين فكثيراً ما يركز على عيوب الآخرين!

وتؤكد الدراسات النفسية كذلك أن أوباما يحب العمل الجماعي في حين أن ماكين سياسي متفرد لا يتوانى عن دهس الآخرين من أجل تحقيق أهدافه!

لقد شبهت هذه الدرسات باراك أوباما بمارتن لوثر كينج الذي ضحى بحياته من أجل حقوق غيره من السود في أمريكا في ستينيات القرن الماضي، أما ماكين فتقول الدراسات إنه يشبه.. يشبه من؟.. إنه يشبه جورج بوش الابن! ما أفهمه من هذه الدراسات أن أمريكا بين أوباما رجل التغيير وماكين رجل الجمود. وما أعرفه عن الشعب الأمريكي هو أنه شعب يحب التغيير؟ فمن يا ترى سيفوز؟ ويا خبر اليوم بدولار.



a-khail@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد