كتب الدكتور عبدالرحمن الحبيب في يوم الاثنين المنصرم مقالة بعنوان: (حتى صلاح الدين الأيوبي متهم بالخيانة), وكان يعيب على من زعم ذلك في مواقع الإنترنت, فراح يسرد لنا بعضاً من تلك التأويلات الخاطئة التي جاءت بها تلك الأقلام في تلك المواقع, من مثل: أبو حامد الغزالي, ابن خلدون, صلاح الدين الأيوبي. أعتقد أن تقاطع المصالح حسب ظروفها ليس من الخيانة في شيء, وإني لأشد على يد صاحب المقالة في هذا الجانب, حيث إن كثيراً ممن يكتب في تلك المواقع ليس بمعروف الهوية حين نريد التحقق من علمه, فنروح نتحقق إن شككنا, فيكون مآلنا القراءة دون القراءة.

حين نعود إلى الوراء نجد أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قد وافق على صلح الحديبية, وقد أفصح بعض الصحابة عن امتعاضهم من هذا الصلح, فكان أن فتحت مكة في ظروف لم يحسب لها الممتعضون حساباً.

إن الرائي اليوم في عالمنا العربي لا يكاد يبصر ما له وما عليه فقد تعددت الخطوب وتلونت كأبي براقش, وإن هناك من الظن ما يقودنا إلى معرفة الحقيقة, ولعل مذهب الشك يكفل لنا هذه المهمة كما هو معروف في البحوث العلمية وفي البحث عن الأدلة الجنائية. إنني لأميل إلى أن ما ذكرهم صاحب المقالة لا يعدون إلا مجتهدين, ونحن نعلم أجر المجتهد في الحالتين.