Al Jazirah NewsPaper Friday  06/06/2008 G Issue 13035
الجمعة 02 جمادىالآخرة 1429   العدد  13035
البطالة وأثرها على الشباب والمجتمع!!

سعادة رئيس التحرير.. تحية طيبة، ومزيداً من التقدير والاحترام وبعد:

تصفحت صحيفتكم الجزيرة الغراء في أعداد سابقة، واطلعت على ما نُشر في صفحة الرأي عن موضوع: (البطالة إلى أين) يوم الخميس الموافق 24-5-1429هـ وتعقيباً على هذا الموضوع تعتبر البطالة مشكلة على المستوى العالمي، إذا عصفت حملت معها كثيراً من الآثار السيئة على الفرد والمجتمع والأمن والاقتصاد، بل تتجاوز تلك الآثار والانعكاسات السيئة إلى الصحة النفسية بأسباب التوتر والقلق والضغوط النفسية، والشباب - في هذا العصر وكل عصر- هم جيل العمل والطاقة والإنتاج، وجيل القوة والمهارة والإبداع، يحرص كل الحرص على ظهور شخصيته في المجتمع، وتكوين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، من خلال العمل والإنتاج، ولكن هناك من الشباب الذي لا يعمل، ويعاني كثيراً من البطالة واليوم بسبب نقص التأهيل، وعدم توافر الخبرات لديهم، لضعف المستوى التعليمي، أو لعدم الاختيار الصحيح لتلك التخصصات المناسبة، أو عدم قناعته بشروط هذه الشركة أو راتب الشركة الأخرى.

والبطالة داء خطير يحمل الآثار السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع، كانتشار الفقر بالإضافة إلى تخلف الأوضاع الصحية الذي يؤدي إلى تردي الصحة النفسية والجسدية.. فنجد نسبة من العاطلين عن العمل يفتقدون تقدير الذات، ويشعرون بالفشل، ويسيطر عليهم الملل والإحباط، والقلق والكآبة وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، مما يؤدي لا قدّر الله إلى الانجراف خلف سموم المخدرات، وإن إهمال تلك الطاقة الشبابية قد يعصف بها الفراغ، وتتقلّب بها الميول والاضطرابات النفسية والعقلية، فتسبب لها مشاكل كثيرة، قد تعود آثارها على المجتمع، وقد بيَّن الإسلام الحاجة المادية وأثرها على النفس، وحلّلها تحليلاً نفسياً ومادياً، فإذا أدركت النفس حاجاتها الضرورية اطمأنت، واستقرت كما قال صلى الله عليه وسلم: إن النفس إذا أحرزت قوتها استقرت، لذلك دعا الإسلام إلى العمل، وكره البطالة والفراغ وسد أبوابها، لكي يحفظ الإنسان نفسه ويستطيع توفير حاجاته الضرورية، ويكون عضواً فعَّالاً في المجتمع، فقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه). لذلك يتوجّب على رجالات المجتمع من مسؤولين ومربين توعية المجتمع عامة بخطورة البطالة والحرص على تشغيل الشباب، والبحث عن الحلول الناجعة للقضاء على البطالة ما أمكن، وحفظ الشباب والوطن من آثارها السلبية، وأضرارها الخطيرة.

وفي ختام مقالتي هذه أسطّر نصيحتي إلى الشباب الواعي بأن يحرص كل الحرص على العمل، ويبحث جاداً عن الطرق والوسائل الشريفة التي تصل به إلى الأعمال التي تنفعه وتنفع الوطن، ويتنازل عن الشروط والقيود التي تكون حاجزاً في سبيل التوظيف والعمل، ويبتعد عن البطالة التي ما خلفت خلفها إلا الهموم والتخلف، ولا وارت وراءها إلا المآسي والتسوّل.

عبد العزيز السلامة - أوثال



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد