Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/06/2008 G Issue 13037
الأحد 04 جمادىالآخرة 1429   العدد  13037
دراجة (الغذامي)!
د. فهد بن علي العليان

خطت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خطوات كبيرة وبناءة في سبيل نشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع السعودي، وذلك من خلال برامجها وأنشطتها المتعددة الموجهة للصغار والكبار، وقد بدأت المكتبة ضمن أولى ندوات المشروع الثقافي الوطني لتحديد الصلة بالكتاب.....

- الذي تتولى المكتبة أمانته - بطرح برنامج (تجاربهم القراءة)، حيث تستضيف أحد مثقفي أو مثقفات بلدنا الغالي ليتحدث عن تجربته الثرية في القراءة وعلاقته بالكتاب. وفي اللقاء الأول لهذا البرنامج استضافت المكتبة الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي أستاذ الأدب والنظرية بجامعة الملك سعود، حيث تحدث عن تجربته الثرية وعلاقته القوية مع القراءة منذ نشأته في مدينة عنيزة، ثم عرج بعد ذلك على حكايته مع القراءة حيث ذكر أن والده كان يضطهده فهو يرى في الخروج من المنزل سبباً من أسباب الضياع واللهو؛ لذلك كان يجبره على الجلوس في البيت وقراءة الكتب التراثية، وتطور هذا الأمر لديه فبات متعلقاً بالقراءة وصار حريصاً على اقتناء الكتب إما من خلال الاستعارة أو الشراء. كما تطرق الغذامي إلى علاقه بالكتاب أثناء دراسته في بريطانيا، حيث كان ينفق أمواله في شراء الكتب.

وعوداً على عنوان المقال الذي قد يبدو للقارئ الكريم غريباً، ورغبة في إزالة الغموض، فإن المقصود هو الدراجة الهوائية التي اشتراها والد الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي له في أثناء دراسته في المعهد العلمي في عنيزة بمبلغ (200) ريال، لكنه من حبه للقراءة باعها بـ(180) ريال من أجل شراء إحدى المكتبات، حيث دفعه حبه الشديد للقراءة والكتب أن يضحي بدراجته، ليترك اللعب ويتجه إلى تغذية عقله، لقد قال أحد الحاضرين بعد انتهاء المحاضرة: (ياليت الغذامي باع أكثر من دراجة ليكون عندنا أكثر من غذامي).

أعتقد أن برنامج (تجاربهم في القراءة) سوف يعطي الشباب والشابات فرصة الاطلاع على تجارب الكثير من المثقفين في القراءة؛ ليتسنى تقليدها والاستفادة منها في واقعهم الحالي. وإنني هنا لست بحاجة إلى التأكيد على أهمية القراءة للفرد والمجتمع، إذ يكفي أن نعرف وندرك أن القراءة هي بوابة المستقبل؛ لأن الأمة التي لا يقرأ أفرادها لن تدخل بوابة المستقبل. كما تتيح القراءة الفرصة للأفراد للاطلاع على المعارف والمعلومات والقضايا الحيوية. إن الجميع بانتظار المزيد من طرح البرامج الفعالة في نشر القراءة والتشجيع عليها، ومن هنا فإنه لا بد من تكاتف جهود جميع الوزارات والجهات المعنية لجعل القراءة ثقافة سائدة بين الصغار قبل الكبار.

وأخيراً، تحية شكر وتقدير لمسؤولي مكتبة الملك عبدالعزيز على جهودهم الواضحة في نشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع السعودي، وخاصة تقديمهم لهذا البرنامج الجميل (تجاربهم في القراءة).



alelayan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد