Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/06/2008 G Issue 13037
الأحد 04 جمادىالآخرة 1429   العدد  13037
نجمة الإعلام باربرا والترز تروي تجربتها مع الأضواء

الكتاب: AUDITION: A Memoir

المؤلفة: Barbara Walters

الناشر: Alfred A Knopf

بربارة والترز مؤلفة هذا الكتاب الصادر حديثا بعنوان (التجربة: سيرة حياتية) هي واحدة من أشهر النساء اللائي عملن في التلفاز وهي من رواده الأوائل، وتعمل أيضًا صحفية وكاتبة ومقدمة لمجموعة من أشهر البرامج في القنوات الأمريكية، مثل برنامج 20- 20 على قناة (إيه بي سي) وتعد أول امرأة في تاريخ أمريكا تقدم نشرة الأخبار المسائية في التلفاز، وعملت مع كبار المذيعين الأمريكيين. وفي هذا الكتاب تقدم المؤلفة نصائحها للمقبلين حديثًا على العمل في مجال الإعلام، وذكرياتها مع المشاهير، وكيفية جذبهم إلى الميكروفون، وكيف استطاعت أن تحقق هذه الشهرة بعد أربعين عامًا كاملة قضتها على الشاشة الفضية، أجرت فيها حوارات مع رؤساء وملوك العالم ومع أعظم الشخصيات في العصر الحديث، وكذلك مع أشهر المجرمين والقتلة، إضافة إلى الزعماء الروحيين، وتحاول في هذا الكتاب أن تكشف عن سر القوى التي شكلت حياتها غير العادية.

وتقول المؤلفة أن إدراكها للعالم بدأ يتشكل في سن مبكرة للغاية، فقد كان أبوها لو والترز وجاءت في ذهنه فكرة إنشاء متنزه، وبالفعل اسماه (لاتين كوارتر) والذي حقق شهرة واسعة آنذاك، وهناك بدأت أولى خطواتها في مقابلة الجمهور وأدركت قيمة الفكرة، وهذا المتنزه جعلها على صلة بالناس ومعرفة ما يحدث في العالم من حولها، كما تعلمت من أبيها دروسًا كثيرة، منها أهمية اتخاذ القرار الصائب في حياتها، وذلك لأنها رأت بعينيها كيف يمكن لقرار أن يرفع إنسانًا إلى عنان السماء، وكيف يمكن لقرار آخر أن يودي به إلى التهلكة، فقد صنع أبوها ثروة طائلة، ولكنه أيضًا أضاعها بصورة قاسية، وحاول الانتحار عدة مرات، كما تعلمت من علاقة أبيها بأمها وكيف يمكن للعلاقات الأسرية أن تنجح أو تفشل، وتعرضت في طفولتها إلى تجربة أخرى، حيث كانت أختها جاكي معاقة ذهنيًا وكانت رفيقة حياتها وتعلمت منها الكثير عن الصبر والرحمة، وأيضًا عن مدى الشعور بالذنب الذي طاردها طوال حياتها، وذلك لأنها كانت تشعر في بعض الأحيان بالامتعاض لأن لها أخت (مختلفة عن الآخرين).

وتقول المؤلفة إنها بقدر من الحظ وبكثير من الدوافع والتصميم استطاعت أن تبدأ عملها في عالم التلفاز، ذلك العالم الذي كان يسيطر عليه الرجال آنذاك عندما خطت أولى خطواتها في تلك الصناعة، واستطاعت أن تكون أول امرأة تشارك في استضافة الشخصيات في برنامج (عرض اليوم) أو (توداي شو)، ثم أصبحت أول امرأة تشارك في تقديم نشرات الأخبار، واستطاعت أن تصبح بعد ذلك مقدمة ومنتجة للعديد من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية للغاية، وأصبحت بعد ذلك نجمة برنامج 20-20، وبعد ذلك كانت هي من قدم برنامج (الرؤية) الذي كان من بنات أفكارها.

ويوفر هذا الكتاب نصائح للمتدربين في عالم الإعلام عن كيفية إجراء حوارات مع المشاهير ومع (الشخصيات الصعبة) ومع ملوك ورؤساء الدول الأجنبية ومع الأشخاص (المستحيل الوصول إليهم)، ومع القتلة ومع المتهمين في القضايا، ومع الناس التي استطاعت والترز أن تتحدث إليهم مرارًا وتكرارًا. وتقول المؤلفة أنها عندما تستعيد ذكرياتها تجد أنها كانت دائمًا ما تحاول الوصول إلى الكمال، بالرغم من أن ذلك مستحيل، وتحكي عن محاولاتها مع والتر كرونكيت لجلب كل من أنور السادات ومناحم بيجين معًا عام 1977 لإجراء حوار معهما بعد معاهدة كامب ديفيد، والتي تحدثت عن كواليسها في هذا الكتاب.

وتقول والترز أن أرملة السادات السيدة جيهان قالت لها: (إنك المرأة الوحيدة التي شعرت بالغيرة منها في حياتي كلها، لأن السادات كان يحبك كثيرًا)، وقد عقدت صداقة بينها وبين جيهان السادات منذ ذلك الحين وتقول المؤلفة أنها فخورة بتلك الصداقة لهذه المرأة الجميلة، وغيرها من الشخصيات التي ظلت والترز على علاقة بهم من حين لآخر وتقول أنها ظلت تحافظ على تلك العلاقات رغم ما يمكن أن يحدث من أي شخصية على الإطلاق، فالعلاقات هي الأهم في حياة الصحفي، كما تحدثت عن إحدى الحوارات التي أحدثت دويًا كبيرًا وتظاهرات في أمريكا، وذلك كان بعد لقائها بقاتل جون لينون مغني الروك البريطاني وناشط السلام المعروف آنذاك.

ولم تكن والترز مجرد مقدمة لتلك البرامج التي استضافت فيها أعظم الشخصيات العالمية، بل استطاعت أن تصبح جزءًا من عالم تلك الشخصيات المرموقة، كما عقدت علاقات وثيقة مع كل من ياسر عرفات ووارين بيتي ومناحم بيجين وجورج بوش الأب والابن، وجيمي كارتر وفيدل كاسترو وهوجو شافيز وبيل وهيلاري كلينتون وروي كوهين والدلاي لاما، والأميرة ديانا والممثلة كاثرين هيبورن والملك حسين ملك الأردن والممثلة أنجيلينا جولي وهنري كيسينجر ومونيكا لوينيسكي وريتشارد نيكسون وروزي أودونيل وكريستوفر فييف وأنور السادات وجون واين، وقائمة طويلة من المشاهير.

وقد أمضت باربارا والترز حياة طويلة في التدرب والإنصات والتعلم من أجل رؤسائها في العمل ومن أجل ملايين المشاهدين ومن أجل أشهر الناس في العالم، وحتى من أجل ابنتها التي استطاعت في النهاية أن تعقد معها علاقة رائعة ومؤثرة. وهذا الكتاب يعد من ناحية أو أخرى آخر حالات التدرب لها، حيث فتحت قلبها وحياتها الشخصية أمام القراء، وقدمت قصص مؤثرة وروايات أمينة عن حياتها، وربما أيضًا جاء بعضها مدهشًا وبعضها مسليًا، وفي بعض الأحيان كانت القصص مروعة، لتشكل في النهاية تلك الشخصية التي كرست حياتها لعدسات الكاميرات.

وبالرغم من أن المؤلفة تقول في كتابها أنه (لم يكن من بين أولى صفاتها الشجاعة)، إلا أن حياتها التي امتدت لأكثر من أربعة عقود في عالم التلفاز تقول غير ذلك، فلا أحد يستطيع أن يبقى لهذه الفترة الطويلة في ذلك المعترك الإعلامي دون أن يكون شجاعًا ولديه المقدرة على جعل المشاهدين يشعرون بالارتياح إليها، وقد ساعدها على ذلك شخصيتها البراقة، وقدمت في هذا الكتاب بانوراما مسلية لتلك الحياة الإعلامية التي قضتها في التعلم والتدرب والإلقاء والتمرين.

وقد روت المؤلفة في هذا الكتاب العديد من أسرار حياتها التي تفصح عنها لأول مرة، بما في ذلك سنوات المراهقة الصعبة التي مرت بها ابنتها وبعض تفاصيل حياتها الأسرية وعلاقتها بوالديها، وكذلك علاقات العمل التي ربطتها مع أشهر المذيعين الأمريكيين، كما تحدثت في هذا الكتاب بالتفصيل عن قرارها بترك برنامج (توداي شو) بعد 14 عامًا من تقديمه، لتصبح بعد ذلك أول مذيعة تقدم نشرة الأخبار المسائية، وتحدثت أيضًا عن العاصفة النارية من الانتقادات التي وجهت لها بسبب قبولها لذلك المنصب براتب بلغ مليون دولار، كما تعرضت في كتابها إلى العديد من المواقف التي واجهتها في حياتها المهنية وصراعات الصحافة وكذلك إنجازاتها على المستوى الشخصي، وتحدثت أيضًا عن العديد من المواقف الطريفة التي تعرضت لها في عالم الإعلام مع المشاهير وقادة العالم الذين أجرت معهم حوارات بذكريات لا تنتهي، ويحتوي الكتاب أيضًا على 32 صفحة مليئة بالصور تؤرخ لحياة تلك المذيعة اللامعة. وقد حصلت باربارا والترز على عدد كبير من الجوائز المرموقة في عالم الإعلام من كبرى المؤسسات الأمريكية والدولية، وفي هذا الكتاب تستعيد أهم الحوارات التي قامت بها، وكيف كانت تقنع الضيوف بإجراء حوارات، وتقول أنها في عام 1956 كانت تحاول إجراء حوار مع أحد الناجين من كارثة، فقالت له: (يالها من تجربة مريعة تلك التي مررت بها، من المؤكد أنك كنت تشعر بالخوف والقلق، فهل يمكن أن تأتي إلى استوديوهاتنا في السابعة من صباح الغد لتخبرنا عن تلك التجربة؟) ومنذ ذلك الحين كانت السيدة والترز واحدة من أكبر الأسماء في عالم الصحافة لقدرتها على جذب الضيوف والكبار منهم على وجه التحديد، وكان الآخرون يعتمدون عليها في استدراج (الفرائس) الإعلامية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد