Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/06/2008 G Issue 13037
الأحد 04 جمادىالآخرة 1429   العدد  13037
نوافذ
الجارية
أميمة الخميس

موضوعي الذي نشرته يوم الثلاثاء الماضي حول سعادتي بمشروع يحوي عدداً من الأنظمة والقوانين تحمي المرأة العاملة من التحرش ويناقش في مجلس الشورى، لقي عدداً من ردود الفعل والتعليقات الإيجابية من العديد من الأطراف.

ولعل الموضوع نفسه يحيلنا إلى قضية أخرى تتعلق بتواجد النساء في نطاق العمل، فالمرأة لدينا عندما تخرج لسوق العمل تصطحب وإياها مخزونها وإرثها القيمي الذي يؤطر علاقتها مع محيطها، فهي اعتادت عبر التاريخ أن تكون متوارية تحتل المقاعد الخلفية، ولا بد أن تصل إلى هدفها عبر بوابات مواربة وليست مشرعة, قائمة على الصوت المنخفض الخاضع، والمكر والمخاتلة، والتلويح بالدلال الأنثوي في علاقتها مع الرجل.

بينما منظومة قيم مجالات العمل مختلفة تماماً، فهي قائمة على خلفيات ذكورية بحتة أي تلجأ دوماً إلى الوضوح والمباشرة والاقتحام والتحدي والمنافسة الشديدة، إبراز العضلات للوصول إلى المناصب والتفوق، هذا الاختلاف في مرجعية القيم بين الرجل والمرأة يحدث الكثير من المفاوضات في نطاق العمل، لاسيما إذا كان الرئيس رجلاً.

فعلى الغالب تلجأ المرأة العاملة الطموحة إلى الاستعانة بما اعتادت عليه من اللجوء إلى توظيف أدواتها الأنثوية التي تعكس خلق الجواري والمحظيات، اللواتي بدورهن اعتدن على أن يتقاتلن إلى درجة (التصفية) للاستئثار بقلب الزعيم وحظوته وهباته، ولأن المرأة تعاني من بث ثقافي مكثف يجعلها تعاني من اهتزاز الثقة في قدرتها، وأهليتها، وتمام عقلها وإرادتها، وقدرتها على التفوق عقلياً وفكرياً وليس غرائزيا كما تعتقد أو قيل لها، أو..... ما عودها مجتمع الجواري عليه، فإنها تدخل الميدان وهذه أدواتها فقط.

ولأن ميادين العمل تعج بالكهول المتشببين الذين تداعب عقولهم أطياف المراهقة، فإنهم يتحولون إلى مادة سهلة للطموحات ومقتنصات الفرص، ولكن الذي يضيع هنا في هذا المشهد قيمة المرأة كقدرة منتجة ومبدعة وفاعلة في نطاق العمل وليس (سكرتاريا تنفيذية) محدودة، أيضاً هذا المشهد يخل بكرامة المرأة وقيمتها الإنسانية، وثقتها بنفسها وقدرتها على الخلق والإبداع، دون وصاية أو مباركة الذكور.

المرأة بحاجة إلى أجيال طويلة كي تثق بنفسها وقدرتها وطموحها للتفوق دون مظلة أو وصاية أو خلق الجواري



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد