Al Jazirah NewsPaper Monday  09/06/2008 G Issue 13038
الأثنين 05 جمادىالآخرة 1429   العدد  13038
أهيب بقومي
ستون عاماً بعد النكبة (1-5) حركات التغيير العربية ماذا قدمت؟
فائز موسى البدراني الحربي

مضى على احتلال فلسطين وقيام دولة اليهود ستون عاماً، جرى فيها الكثير من التحولات السياسية المتلاحقة في الوطن العربي، كان أبرزها ما حدث في بعض الأقطار العربية من حركات ثورية وتغييرات سياسية كبيرة؛ خصوصاً بعد ما يسمى بعهد الاستقلال من الاستعمار الأجنبي الذي وقع فيه العالم العربي بعد معاهدة سايكس بيكو عام 1916م.

لعله قد حان الوقت لمراجعة تلك التحولات السياسية العنيفة، لنعرف مدى ما حققته الأنظمة العربية من إنجازات وطنية، ومدى تأثيرها على تطوير حياة المواطن العربي الذي أغرته بشعاراتها الوطنية والقومية التي اتخذتها أساساً لقيامها.

ذلك المواطن الذي يتساءل باستمرار: هل حققت تلك التغييرات السياسية آمال الأمة وتطلعاتها، أم أنها زادت من مواجعها، وأعاقت مسيرتها السياسية والتنموية، ولم تستطع تحقيق ما كانت تصبو إليه الشعوب العربية من الرخاء والديمقراطية والمكانة السياسية اللائقة بها.

وإذا ما استثنينا دول الخليج العربي التي حققت الكثير من الاستقرار السياسي والاجتماعي، وحافظت على مستوى لا بأس به من التضامن والتقارب، فقد أصبح واضحاً للعيان أن المسألة السياسية العربية في معظم الجمهوريات أصبحت معضلة مزمنة، بعد هذا الانتظار الطويل للمواطن العربي الذي يتطلع إلى الوحدة ولا يرى إلاَّ تفرقاً، ويأمل بالتضامن ولا يرى إلاَّ تباعداً، ويحلم بحرية الرأي والتعبير ولا يجد إلاَّ صوتاً واحداً هو صوت الحزب الحاكم في كثير من أرجاء الوطن العربي.

لقد عانى المواطن العربي في أوائل القرن الماضي من الانتكاسات التاريخية المتلاحقة، وتعب من حالة العزلة والتخلف قروناً طويلة، وعندما تقاربت الحضارات واتصل الشرق بالغرب واطلع على حضارة الشعوب الأخرى ونهضتها وقوتها، تطلع إلى النهوض أسوة بالأمم الناهضة، فاستورد شعارات التقدم، والحرية، والديمقراطية، والعدل، والرفاهية، وصفق للمنادين بها، وأعتقد أنه قد أصبح منها قاب قوسين أو أدنى، لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق، وما دفعه المواطن العربي من تضحيات ذهبت أدراج الرياح، ومن ثار عليهم باعتبارهم أسباب الظلم والتخلف حل محلهم من لم يحقق آمال الشعوب.

ولهذا؛ فإن ظاهرة الانتكاسات المستمرة والتقهقر المتواصل للنظام العربي على المستويين المحلي والدولي، وما تمخض عنه من تراجع مفزع في كل النواحي من سياسية واقتصادية وتعليمية، أمر يحتاج إلى مراجعة متعمقة ودراسات جادة، تشخص هذا الداء المزمن، وتحلل الأسباب الحقيقية لتلك الأزمات والنكبات، وتخرج بالمواطن العربي وتفكيره من دائرة الاتهامات الفردية للزعماء، وتحرره من مفهوم تهمة التآمر الخارجي التي كثيراً ما كانت مشجباً تعلق عليه الإخفاقات المتلاحقة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد