Al Jazirah NewsPaper Monday  09/06/2008 G Issue 13038
الأثنين 05 جمادىالآخرة 1429   العدد  13038
الصينيون والإيثانول يهددان العالم بأزمة (غذاء)

بكين - (د.ب.أ) - من - أندرياس لاندفير

يتجه تزايد الطلب الصيني على الحبوب لمفاقمة أزمة الغذاء العالمي خلال الأعوام المقبلة. فمع امتلاك الصين 7% فقط من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة في العالم عليها إطعام نحو خمس سكان المعمورة.

ورغم سياسة الحكومة (طفل واحد للأسرة) فإن سكان الصين الذين بلغ عددهم 1.3 مليار نسمة لا يزدادون باطراد فحسب بل إنه مع ارتفاع مستوى معيشتهم فإنهم يستهلكون مزيداً من اللحوم ومن ثم تزداد الحاجة لمزيد من الحبوب لإطعام الماشية.

وقد بلغت سياسة الاكتفاء الذاتي التي تنتهجها البلاد حدودها القصوى منذ فترة طويلة.

وصار إنتاج الحبوب الذي كان يكفي في السابق عاماً بأكمله لا يشكل إلا 30 إلى 40% من الإنتاج السنوي وتزداد الصورة قتامة بالنسبة للمستقبل. وتتراجع الكميات المنتجة من الحبوب بشدة في بعض مناطق البلاد بسبب النقص المزمن في مياه الري.

كما أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يعد عاملاً إضافياً يعمق من أزمة التراجع في إنتاج الحبوب بشدة.

يقول ليستر براون مؤسس معهد سياسات الأرض في واشنطن (إن الصين ربما تدخل السوق العالمية لشراء كميات ضخمة من الحبوب في المستقبل القريب تماماً كما فعلت في فول الصويا).

وفي التسعينات أثار براون ردود فعل غاضبة من جانب الصين إزاء كتابه (من يطعم الصين) لكن اليوم فإنه حتى العلماء الصينيون يستشيرونه ويطلبون منه النصح بشأن أزمة الغذاء في البلاد. بل إن الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية عينته عضواً شرفياً بها.

وحذَّر الخبير من أن المخزون الصيني من الحبوب قد تراجع حالياً إلى مستوى ربما لا يمكن النزول عنه دون المخاطرة بحدوث نقص. وأضاف: إن المسالة قد (لا تتعدى سنوات) قبل أن تضطر البلاد لشراء الحبوب من السوق العالمية. وقال براون (إذا استوردت الصين 10% من احتياجاتها من الحبوب فإنه سيكون لهذا وقع هائل على السوق العالمية). لكن دور الصين في أزمة الغذاء العالمي الراهنة لا يزال محدوداً.

ويوضح براون الأمر قائلاً: (الصين لها دور في الأزمة بالقطع لكن دورها في السنوات الأخيرة كان محدوداً مقارنة بإنتاج الإيثانول في الولايات المتحدة) منوهاً بالتوسع في إنتاج الوقود الحيوي بوصفه السبب الرئيسي في الأزمة.

فبينما تستهلك الصين أقل من مليوني طن من الحبوب كل عام لتغذية الماشية فإن الولايات المتحدة خصصت على مدى العامين الماضيين أكثر من 20 مليون طن لإنتاج الإيثانول أي نحو نصف إمدادات الحبوب الإضافية المطلوبة عالمياً للتصدي لأزمة الغذاء الراهنة. ويقترح براون التوقف عن إنتاج الإيثانول تماماً لحل الأزمة على المدى القصير. وقال: (إن هذا سيغير الوضع بصورة هائلة وبمقدورنا أن نفعل هذا بسرعة).

وأضاف إن أزمة الغذاء الراهنة ليست ظاهرة مؤقتة كتلك التي كانت في عقود خلت (إن ما نراه الآن هو شيء مختلف تماماً).

فقد استهلك العالم على مدى السنوات السبع أو الثماني الماضية كميات من الحبوب أكثر مما أنتج والمخزون العالمي يتراجع بسرعة. وحذَّر براون قائلاً: (إننا نواجه وضعاً غذائياً شديد التأزم بشكل مزمن). والفجوة بين العرض والطلب ستزيد من أسعار الغذاء أكثر وأكثر على المدى الطويل.

وبحسب الأمم المتحدة فإن أسعار الغذاء ارتفعت بما يعادل 83% في المتوسط خلال السنوات الثلاث الماضية بينما سجّل سعر القمح وحده ارتفاعاً صاروخياً بلغ 181%.

وقال براون: (لقد ازدادت عملية التوسع في الإنتاج صعوبة. وولّت تلك الأيام التي كان من الممكن فيها مضاعفة الإنتاج مرتين أو ثلاث مرات).

فالمياه الجوفية في الصين - أكبر منتج للأرز في العالم - تتراجع باطراد والآبار تنضب. وارتفاع درجة حرارة الأرض أدى لذوبان جبال الجليد في منطقة الهيمالايا ومن ثم اختفائها بأسرع من المتوقع. وهذه الجبال هي المصادر الرئيسية للمياه في الصين والتي تغذي النهر الأصفر ونهر يانجتسي خلال موسم الجفاف. على صعيد آخر كشفت دراسة لخبراء المناخ تراجع إنتاج الحبوب بين عامي 2030 و2050 بنسبة تصل إلى 50%.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد