Al Jazirah NewsPaper Monday  09/06/2008 G Issue 13038
الأثنين 05 جمادىالآخرة 1429   العدد  13038
المزارعون لا يزالون يعيشون على أمل تعديل أوضاعهم
لأول مرة.. موسم خاسر بحائل يعطّل الزراعة

بقعاء فهد الشيحان

حتى الآن وإلى هذه اللحظة لم يفقد المزارعون في منطقة حائل الأمل في تعويض ما تعرضوا له من خسائر فادحة كلفتهم هذا الموسم وأحبطت معنوياتهم وألزمتهم ديوناً كبيرة يجب سدادها؛ فهذا هو حال عموم مزارعي منطقة حائل، وعلى الرغم من تسلمهم أوراق إيصال تسلم وشراء القمح المحلي من إدارة صوامع الغلال والدقيق بحائل بعد أن قاموا بتسليم حبوب القمح إلا أن الأمل لا يزال يحدوهم في أن تعدل الجهات المعنية عن سعرها الحالي وتتسلم منهم حبوب القمح بريالين للكيلو الواحد حتى يعوضوا ولو جزءاً من خسائرهم!!

وأبدى عدد من المزارعين في محافظة بقعاء التي تشكل النسبة الكبرى من الأراضي الزراعية في المنطقة، أبدوا امتعاضهم من هذه القرارات وناشدوا المسؤولين ضرورة تدارك الوضع خوفاً من عجزهم عن سداد القروض المستحقة عليهم للدولة وللمؤسسات والشركات الزراعية، وأوضح المزارع سعد الدخيل أن ما حل بالمزارعين هذا الموسم يعتبر كارثة أمام التزايد المستمر في أسعار المواد الزراعية والأسمدة والمعدات؛ الأمر الذي جعل المزارع يتضرر، ولا يمكن تعويض خسائره إلا برفع سعر الحب لدى صوامع الغلال والدقيق بريالين للكيلو الواحد كأقل تقدير!

وقال الدخيل: نحن في محافظة بقعاء نعيش في منطقة زراعية، ومعظم الناس يعيشون على هذا النشاط بعد الله، وليس لهم مصادر دخل أخرى غير هذه المزارع التي باتت الآن عبارة عن ديون جعلت الجميع يتوقف عن العمل خوفاً من تراكمها، ونحن لسنا كغيرنا من مناطق المملكة التي تتوافر فيها مجالات صناعية وبترولية وشركات ومؤسسات كبرى وغيرها يمكن أن يجد فيها المواطن فرصة العمل وتوفير لقمة العيش له ولأبنائه؛ ومن هنا فمزارعو بقعاء يناشدون المسؤولين، وعلى رأسهم والدنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، النظر لنا بعين الرأفة والرحمة والعمل على حل مشاكلنا في الزراعة حيث بدأت الأسعار ترتفع ولا يستطيع المواطن مجابهة هذه المشاكل التي أوقعتنا بها الديون.

ويقول المزارع أحمد الغامدي: لم يبق أمامنا شيء الآن؛ فحينما اتجهنا إلى الزراعة لتعويض ما سبق لنا من خسائر في سوق الأسهم وغيرها من المجالات، بدأنا نغوص الآن في سوق الخسائر بسبب التزايد المستمر لأسعار المواد الزراعية، من أسمدة وبذور وقطع غيار وغيرها من مستلزمات الزراعة، وهذا من شأنه أن يحبط الزراعة ولا سيما أننا نعيش في بلد زراعي يضم أراضي زراعية شاسعة ومياهاً عذبة تساعد المواطن على العمل وتوفير لقمة العيش له ولأسرته وتوفر له الرخاء والعيش الرغد!

والآن أصبحت أسعار البذور والأسمدة أعلى بكثير من دخل المزارع وتكاليف الإنتاج، وبدأ المزارع تحاصره الديون؛ وبذلك يعجز عن سداد القروض وتكاليف الشراء، وهذا أمر يحتاج إلى التدخل السريع من المسؤولين عن الزراعة حتى لا تنتهي المنتجات الزراعية وترتفع أسعار السلع الزراعية المستوردة.

ويرى المزارع سعود الشمري أن المزارع ربما يسعى لترك مجال الزراعة وهجر مزرعته وهو محمل بالديون والقروض الزراعية لدى الدولة والمؤسسات الزراعية، وهذا بلا شك سوف يعود على اقتصادنا بالسلب أمام توقف الكثير من المزارعين عن الزراعة في كل مجالاتها.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد