Al Jazirah NewsPaper Monday  09/06/2008 G Issue 13038
الأثنين 05 جمادىالآخرة 1429   العدد  13038
عالمية الحوار في فكر الملك عبدالله
عبدالعزيز بن محمد الدبيان

عرف عن ملك الإنسانية وقائد مسيرة الحوار والإصلاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز أنه رائد من رواد المبادرات الرائعة والمتتالية، وكثيراً ما يفاجئ الأوساط بأطروحاته المتميزة المتعمقة، المدوية وذات الوزن الثقيل.

والراصد لسياسة الملك عبدالله والمتتبع لمنجزاته يجد مسيرته حافلة بالسياسات غير التقليدية والمنجزات الضخمة التي لا يتسع المجال هنا لذكرها.

وفي ميدان الحوار مع الآخرين، وبمناسبة المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي دعا إليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز وانعقد بمكة المكرمة واختتم أعماله نهاية الأسبوع الماضي بحضور أكثر من 500 عالم ومفكر إسلامي نجد أن الملك عبدالله يؤمن إيماناً راسخاً بأن الحوار مع الآخر هو منهج رباني وشرعي يستند إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وينطلق من مبادئ إسلامية وحضارية وإنسانية، والملك عبدالله بحكمته وشجاعته المعهودة وفطنته وبعد نظره أنشأ على المستوى المحلي مركزاً وطنياً للحوار سماه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني قبل عدة سنوات، عقد خلالها عدة لقاءات ناجحة في عدد من مناطق المملكة، كما قام بزيارته التاريخية للفاتيكان ليسجد الصورة المشرقة لسماحة الإسلام وأنه دين السلم والرحمة والمحبة والحوار، ثم رعى المنتدى السادس لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي قبل شهرين في الرياض، مثلما رعى الملتقى الإسلامي العالمي للحوار في مكة المكرمة في مبادرة ريادية عالمية غير مسبوقة تضاف لرصيد مخزونه الوافر، بهدف نشر ثقافة الحوار العاقل العادل الذي لا يمس الأديان أو العقائد، وإنما يعزز القيم المشتركة ويناقش القضايا الإنسانية المتماثلة، ويواجه تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق، ويعطي مساحة للاستماع واحترام وتقبل الرأي الآخر، والتخلص من سياسة التهميش والإقصاء، ووقف حالة الاحتقان التي خلفتها أحداث 11 سبتمبر وما تبعها من تشويه صورة الإسلام والإساءة للمسلمين، والتصدي لتأجيج مشاعر الكراهية وإثارة الفتن، واجتثاث العنف والتصدي للتطرف والانزلاق وراء دعوات صراع الأديان والثقافات، في مقابل تكريس ثقافة التسامح والتعايش مع الآخرين امتثالاً لقوله عز وجل: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}.. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس).. وإيماناً منه حفظه الله بأن الإسلام ينبذ نظرية الصدام والصراع، ولغيرته على الدين، وحرصه على أوضاع المسلمين وخاصة الأقليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية، فقد دعا للحوار من منطق القوة والثقة بالنفس، والتصدي لدعاة الغلو والتطرف وذلك للاجتماع في أطهر وأقدس بقعة على وجه المعمورة بجوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وبرعاية كريمة من لدنه حفظه الله في زمن احتدم فيه الخلاف واشتد النزاع وشوهت فيه صورة الإسلام والمسلمين، حرصاً منه حفظه الله على تبيان سماحة الإسلام وحفظ حقوق المسلمين كافة، وتحقيقاً لمنهج الاعتدال والوسطية التي اختارها لنا ربّ العزة والجلال، واستشعاراً منه للدور الكبير وللمكانة المرموقة التي تحتلها المملكة العربية السعودية على المستوى العربي والإسلامي والدولي، وأنه لحري وجدير بمثل هذه السياسة الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، والأهداف السامية لهذا الملتقى الإسلامي العالمي الكبير للحوار أن يحقق كل مقاصده الخيرة، وغاياته النبيلة بعون الله وتوفيقه.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد