Al Jazirah NewsPaper Monday  09/06/2008 G Issue 13038
الأثنين 05 جمادىالآخرة 1429   العدد  13038
من القلب
الشمس والهلال .. والنمر المشنوق!!
صالح رضا

عندما نوهت هنا في مقال سابق عن تحفظي على مسمى جمهور (الشمس) لم أظن أبدا أن هناك عقليات لا تفهم أو أنها تتعمد ألا تفهم أو إنها متكلسة أو لتلك الأسباب مجتمعة.. حتى وصلت عقليات بعض منهم إلى أن قالوا: إن الهلال صنو الشمس فهما ظواهر كونية.

ولنعيد الحكاية من أولها لعلهم بعدها يفقهون ففي الماضي السحيق نشأت جماعات صينية تقدس الشمس، وحين يحل الشتاء بلياليه الطويلة القارصة البرودة يبقى أولئك الصينيون متعلقين بالمشرق انتظارا لطلوع الشمس لتنشر عليهم الدفء والضوء والراحة، وبحكم أن اليابان أول بلد تشرق عليه الشمس.. اعتقدوا آنذاك أن أرض اليابان هي التي تطلق الشمس حتى أضحى بلدا مقدسا في نظرهم، ثم انتقلت تلك القناعات المقدسة لديهم إلى اليابانيين أنفسهم وبالتالي تبناها إمبراطورهم فأصبح لقبه الرسمي ولا يزال (إله الشمس) ثم تطورت الأمور حتى أصبح بعض هؤلاء الأقوام يعبدون الشمس وأعطوها دلالة عظمى في نفوسهم، فأصبح وما يزال إمبراطور اليابان لا يخرج من قصره إلا في المناسبات الدينية والوطنية.. أما استقبال ملوك ورؤساء الدول الأخرى الزائرة لليابان فهو أمر لا يرقى في نظرهم لخروج الإمبراطور (إله الشمس) من قصره العامر إلى مطار طوكيو لاستقبال الزوار الرسميين لليابان وأوردت سابقا موقف الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز عندما رفض زيارة اليابان إلا إذا كان الإمبراطور الياباني على رأس مستقبليه وقال كلمته الشهيرة (إذا كان هو إمبراطور الشمس فأنا زعيم الإسلام والمسلمين) وبالتالي اقترحت عدم مناسبة هذا الاسم لأن يطلق على جمهور أي ناد سعودي أو عربي أو إسلامي، ومع ذلك فمن أراد أن يتمسك بهذه التسمية فهذا شأنه، وواجبنا أن ننبه وننوه إلى أي خطأ يمس عقيدة الناس وربما لايفهمون أن في ذلك إخلالا بالعقيدة، أما الظاهرة المزعجة الأخرى فهي ما نشاهده مع جمهور أندية سعودية حيث يغالي بعضهم في اقتناء مجسمات بعض الحيوانات ويبجلونها ويصنمونها في منازلهم وأماكن تواجدهم وداخل الملاعب، ورغم إنكارنا عليهم فعل ذلك إلا أن هذا يبقى شأنهم فهناك من الهيئات وعلماء الدين ممن هم أجدر مني ليوضحوا للعامة أثر تلك السلوكيات على صحة العقيدة الإسلامية الحنيفة.

وكنت في جدة مارا في أحد شوارعها وإذا هناك أقوام قد تجمعوا حول شجرة كبيرة، وهناك مماحكات وشد وجذب بين الناس وبعضهم قد اشرأبت أعناقهم وجحظت عيونهم ورفعوا عقيرتهم بالصياح والنواح.. وكان هناك شيء معلق في أعلى الشجرة وعند اقترابي رأيت دمية لنمر كبير مشنوقة على الشجرة الكبيرة وفي مكان عصي يصعب الوصول إليه، فضحكت كما لم أضحك من قبل على الوضع برمته، فقد كنت أعتقد أن هناك أحد إخواننا الوافدين انتحر مثلا، ولكن منظر الناس ومنهم من هو طاعن في السن يتداولون بعصبية كيف يفكون الدمية من حبال المشنقة بعد أن وضعت في مكان يصعب الوصول إليه وهناك من يعارضهم بشدة ويبعدهم عنوة بعدم إنقاذ النمر الأسفنجي من الشنق الذي تعرض له.. حتى اقترح بعض (المنقذين) الاتصال بالدفاع المدني لإنزال جثة النمر المشنوقة، بينما هناك من يعارض وبقيت فئة ثالثة تضحك على الطرفين وقد غشيهم الضحك ودموعهم تنهمر على وجناتهم.

وجاء رجل من أقصى الشارع يهرول ويصيح في الحاضرين قائلا: إني قد استأجرت ونشا لإنقاذ النمر.

فوسط مجتمع (كروي) جاهل، تبقى رسالتنا تحتم علينا تنوير الناس فمن أخذ بها فأهلا وسهلا ومن تمسك بغيه فله ما أراد وهناك هيئات ومشايخ في الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي لعلهم يقومون بواجبهم نحو أولئك العوام الذين اختلطت عليهم قيم دينهم الحنيف.

أعود لصلب الموضوع من حيث بدأت في أن هناك من يعتبر الهلال كالشمس وعليه يجب التحفظ على كلمة (هلال) في إشارة إلى نادي الهلال، وليعلم أولئك المنظرين المساكين أن الغزوات الصليبية عندما كانت تغزو المشرق الإسلامي كانت ترمز لجيوشها بالصليب وترمز لجيوش المسلمين بالهلال حتى إن العثمانيين عندما أسقطوا القسطنطينية صعدوا لأعلى الكنائس وكسروا الصلبان ووضعوا بدلا عنها الأهلة الإسلامية.

والشيء بالشيء يذكر فقبل سنوات طويلة كنت وصديق هلالي لا يحلو لي السفر إلا برفقته، وقد كنا نجوب شوارع سنغافورة ليلا سيرا على الأقدام، ونحن على هذا الحال وفي حي تجاري ضخم وفخم رأينا مبنىً قديما ومتواضعا قد وضع فوق بابه نصب وتوج أعلاه بهلال، فقال لي صديقي: انظر لانتشار أنصار الهلال حتى في سنغافورة، قلت لا تبالغ يا رجل، ولكنه أصر على أن يستطلع الأمر خاصة وباب البيت كان مواربا وبعد القرع الخفيف عليه خرج لنا رجل طاعن في السن متسائلا عما نريد ويتكلم بلغة عربية جيدة، فسأله صديقي عن المبنى المتواضع فأشار الرجل إلى الهلال أعلى الباب وقال: إن هذا المبنى مسجد وهو يسكن مع عائلته في شق منه وبه مدرسة صباحية تعلم القرآن الكريم ورفض أن يتقبل تبرعا كريما من صديقي بحجة أن المسجد والمدرسة تعتبران وقفا يمده بالمعونة نفر من مسلمي سنغافورة، وهو لا يأخذ تبرعا ولا إحسانا مما زاد إكبارنا للرجل الطاعن في السن.

والشاهد أينما تولي وجهك شطر مشارق الأرض ومغاربها فستجد المساجد التي تعتلي مناراتها الأهلة ترفع الأذان لملايين المسلمين المؤمنين.. فهل استوت الشمس والصلبان والأصنام بالأهلة؟!!.. عندها فقط أغمد قلمي ولن أتناقش أو أتجادل في هذا الموضوع مستقبلا.. سائلا المولى الهداية للجميع.

الاتحاد والدرجة الأولى!!

نادي الاتحاد لديه مشكلة تهديد بالنزول للدرجة الأولى الآن، وسبق أن صدر قرار إنزاله للدرجة الثانية بعد انسحابه الشهير في موسم 1388 هـ أمام الأهلي في الشوط الأول والنتيجة خمسة أهداف لصفر سجلها كل من عبدالعزيز خليل هدفين وجوهر العبدالله هدفين وإبراهيم عشماوي هدف واحد، ثم انسحب فريق الاتحاد خشية ارتفاع عدد الأهداف وصدر بحقه قرار إنزال للدرجة الثانية (لم يكن حينها يوجد تصنيف الدرجة الممتازة)، وآخر انسحاب للاتحاد أمام الأهلي كان في الموسم قبل الماضي عندما انهار الاتحاد في المباراة النهائية على كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - فقام جمهور الاتحاد بشغب متعمد لينهي الحكم المباراة قبل وقتها، وهذا يعتبر انسحابا غير مباشر حتى لا تتضاعف النتيجة التي كانت حينها ثلاثة أهداف قابلة للزيادة.

الآن الفيفا يهدد الاتحاد بالنزول للدرجة الأولى أو دفع ثلاثة ملايين دولار للاعب برازيلي تم التلاعب عليه، وهذا الأمر بالذات فيه تبرئة بما ألصق بالرجل الرياضي النزيه الأستاذ أحمد عيد الذي اتهم بما ليس فيه، بينما يبقى أمين عام الاتحاد شريكا في (القضية) والتلاعب الذي مورس من قبل إدارة الاتحاد السابقة وأمانة اتحاد الكرة تجاه مستحقات لاعبين ومدربين قد شوه سمعة الأندية السعودية على المستوى الدولي وأخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي لا نجد لاعبا أو مدربا أجنبيا يرضى بالمجيء للمملكة لسوء سمعة نادي الاتحاد في الفيفا، فالخير يخص والشر يعم يا سعادة أمين عام اتحاد الكرة!!

نبضات!

* تضامنت جماهير النادي الراقي مع جماهير النادي العاصمي الكبير في مقاطعة القناة الحصرية وعدم التجديد معها لتحيزها الواضح والفاضح من قبل تلك القناة لأندية دون أخرى!!

* جمهور الأهلي في حالة غليان تام خشية من تنسيق قائد الفريق ولاعبه المخلص حسين عبدالغني، وستتورط إدارة العنقري مع الجماهير الأهلاوية إن هي نسقت عبدالغني!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد