Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/06/2008 G Issue 13039
الثلاثاء 06 جمادىالآخرة 1429   العدد  13039
لما هو آت
من همومهن.....!
د. خيرية إبراهيم السقاف

لا أحسب أن أحداً يستعجل شتات الأسر وانقسامها بين طليقين يذهب الأبناء ضحية حيثيات غير مهيأ لها الوالدان المطلقان... إذ لو في الطلاق دمار للأبناء ما وضعه الشرع حلاً للمشكلات حين تغلق دونها الحلول... وتعقد حولها الخيوط...

لكنه الحل الأمثل حين تغدو العشرة بابا للآثام وتجريح الفضل ونكران العشرة ودمار النفوس ومرض الأجساد واضطراب العقول...

(وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) -130 النساء- كما قال تعالى في محكم كتابه دستور الحياة ونهج أحكام التعامل فيها والمبادلات...

ويبقى الأبناء على اختلاف أعمارهم لقمة لهذه الريح و خرقة لتلك الأمواج... تأخذهم الريح لبحر الهموم والضياع والأمراض النفسية فتتلاقفهم أمواجه,,, فإلى أين؟ وكيف؟ وهل من نجاة...؟

الفاضلون ذوو الأخلاق.. كريمو النفس رفيعو القيم... المطمئنون لإيمانهم والسالكون به وحدهم من ينجو أبناؤهم من مغبات الانفصال أو الطلاق النهائي... إذ لا يخلطون الأوراق ولا يتعدون على الحقوق ولا ينتهكون الحرمات ولا يؤذون العشرة ولا ينسون الفضل ولا يتخلون عن الدور... يعزون أبناءهم فلا يلوكون في أمهاتهم والعكس تماماً... يمنحونهم الوقت ليقوموا بأداء فرائض البر وطاعتهما... مع من منهما يشاءون العيش يهيئون لهم السبل ويمدونهم بالرعاية والنفقة والحب... يحفظون الغيب بما حفظ الله لهم من الثواب والأجر... يفون بما عاهدوا عند ميثاق الزواج واستحلال الحياة والعشرة...

لن نطالبهم بسلوك الملائكة فما بلغه الصحابة ولا التابعون... وإنما نناشدهم ما استطاعوا العودة إلى الله فيما كان في أماناتهم وفيمن يبقون لهم كذلك... ولكن...؟

هيهات...

ورسائل القارئات الفاقدات للأمان والشعور بالاطمئنان على أنفسهن وعلى أبنائهن...

والقراء المتلوعين من أسى الزوجات وذويهن...

والأبناء المألومين المكلومين بنار تفرق والديهم...

هذه الرسائل وتلك المكاتبات وبعض المقابلات معهن بل والمهاتفات منهن ومنهم تؤكد أن خللاً كبيراً يسري ويتفشى في بنية التنشئة وتربية النفوس وضبط السلوك والفهم الصحيح للحقوق والحدود الشخصية بين الناس في تعامل الأفراد في المجتمع حين تنشأ قضية بينهم تكون سبيلا لكشف هذا الخلل وتسليط الضوء عليه......

فيما يأتي هنا سأتناول بعض همومهن... ثم بعضا من همومهم... ولن نغفل تقديم هموم الأبناء من واقعهم...

التماساً لخيوط الأشرعة كي نعيد معا توجه القوارب...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد