Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/06/2008 G Issue 13039
الثلاثاء 06 جمادىالآخرة 1429   العدد  13039
هذرلوجيا
هذا دور الأندية
سليمان الفليح

مع أن شعار كل رياضي في العالم هو (العقل السليم في الجسم السليم) إلا أنني لست مع السليم الأخيرة، وأكتفى بالسليم الأولى، وأعوضها باسمي، والذي هو (سليمان) اثنان لا سليم واحد، وأستغني عن سلامة الجسم، وذلك بالطبع ليس كرهاً ب(الرياضة) التي يمارسها كل الملأ بل (لعقدة خاصة بي من الرياضة)؛ ففي مطلع الشباب كنت نحيلاً كعود الخيزران الذي تهزه النسمة، وكنت حينما أرتدي (شورت) الرياضة أبدو مثل طائر الغرنوق بساقيَّ النحيلتين اللتين تبدوان للآخرين مثل ساقي طفل إفريقي تعاني بلاده من المجاعة (أي مثل الذين يطلعون بالتلفزيون هذه الأيام) لا أكثر ولا أقل، وبالطبع كنت محط سخرية زملائي الذين يسمونني (أبو عصقول)، والذين لا أستطيع ردعهم لضعف الحال، وحينما كبرت قليلاً ودخلت إلى العسكرية عادت العقدة تلازمني في الرياضة الصباحية التي يبدأوها العسكر بالهرولة و(الافترار) حول ساحة التدريب بل أحياناً حول المعسكر كله، وقد اهتديت حينها، ولعجزي عن إكمال الهرولة، إلى شجيرة كثة على طرف الساحة فإذا ما مرها الطابور مهرولاً لذت خلفها حتى تنتهي حصة الرياضة؛ فألتحق بعدها بالطابور، وكأنني هرولت مع زملائي.

وذات يوم (كفشني) مدرب جلف ذو (شنبات) يقف عليها العقاب ولا تهتز، فما كان منه إلا أن صرخ بي وأنا خلف الشجرة: أنت (يا بو كرعان مثل كرعان السلوقي) أتحسب نفسك تضحك على (أبو صهيون)، وكان هذا هو لقبه بين العسكر؛ لأنه لا يرحم أبداً!! وهنا غضبت و(بعت العمر) وقلت له: اسمع (يا أبو صهيون) أنا رجل وليس سلوقياً؛ فلا تغرنك شواربك التي هي مثل جناحي الصرصار. وهنا اقترب مني وقال: إنني آسف لك عما بدر أولاً مني، ولكنني بالأمر العسكري آمرك بأن تزحف، وبالفعل طبقت الأمر وتقرحت ركبتاي ولم تزل آثار تلك القروح ماثلة على ساقي وكوعي إلى اليوم.

* * *

إذن كراهيتي للرياضة مشروعة، ولا أعرف عنها شيئاً، ولكن اسمحوا لي اليوم أن أتدخل بالشأن الرياضي مثلما تدخل زميلي وصديقي سعد الدوسري في جريدة الرياض في عددها الذي صدر قبل أمس؛ إذ وجه نداء إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بمناسبة انتخابه رئيساً لنادي الهلال بقوله: (يا أمير إن الساحة الشبابية بحاجة إلى منابر صحية للحوار حول الرياضة (الحقيقية) وما يحيط بها من شؤون؛ فليكن الهلال في عهدكم مؤسساً لهذه المنابر)، وأضاف الصديق سعد في ندائه للأمير: (أكيد أن اللوحات الخارجية للأندية الرياضية لا تزال تحمل عبارة (رياضي. ثقافي. اجتماعي) فإذا كان الغبار والصدأ قد التهما الثقافي والاجتماعي من هذه اللوحات فليس أفضل منك في صقل هاتين الكلمتين وإعادة دورهما للنادي).

وأنا أضم صوتي إلى صوت الصديق سعد لتصبح الرياضة بالفعل العقل السليم في الجسم السليم.. ساعتها فإنني أعاهد سمو الأمير عبدالرحمن أنني سأنزل للملعب بعصاقيلي النحيلة وكرش أيضاً.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد