Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/06/2008 G Issue 13040
الاربعاء 07 جمادىالآخرة 1429   العدد  13040
الأنامل الناعمة تقهر البطالة بالمطرقة والمنشار
فتيات جازان يكسرن الحواجز ويقمن ورشة نجارة للأثاث والديكور

جازان - إبراهيم بكري

كثير من المهن والحرف اليدوية عائدها الاقتصادي كبير وذات أرباح طائلة أضعاف المرتبات الشهرية، وللأسف فرضت العمالة الوافدة سلطتها عليها ومن بين هذه المهن (مهنة النجارة) والتي تستنزف من خلالها العمالة الوافدة جيوبنا ونحن نتأمل!!

وفي أي مجتمع كان، لا يمكن أن تنخفض معدلات البطالة إلا بانخراط أهله في المهن والحرف اليدوية، والتي بلغة الأرقام تحقق أرباحاً شهرية تتجاوز راتب بعض المديرين في أي قطاع حكومي!!

وها هي المرأة في جازان تدق ناقوس البداية لتمارس مهنة عزف عنها الشباب فكرة وليدة تقف خلفها امرأة جازانية تدعى عائشة شبيلي لا تحمل أي مؤهل دراسي سوى شهادة المرحلة الابتدائية لكنها تمتلك الخبرة التي تتجاوز أعلى الشهادات أنها أول امرأة جازانية تزاول (مهنة النجارة) تجاوزات كل الظروف والعقبات لتؤسس (ورشة المرأة السعودية للأثاث والديكور) في نواة نحو مستقبل أفضل لتفعيل دور الأسرة المنتجة فتيات جازان لم تعد المانكير والمكياج تزين أيديهن تلك الأنامل الناعمة تزينها اليوم (المطرقة، القدوم، المنشار، الرندة، المبرد، القوس، المزروق) في ملحمة تشرق بالعطاء والتجدد.

هذا المشروع كاد أن يجهض روتين الإجراءات والأنظمة قبل أن يولد بحجة أن المرأة ليس لها حق مزاولة مهنة النجارة فرفضت أمانة جازان منح المشروع الترخيص لإقامته لكن طموح المرأة أكبر من كل العقبات والإجراءات المعقدة، ولم تجد صاحبة المشروع أمامها سوى الداعم الأول للمرأة بجازان، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، خلال مكالمة هاتفية واحدة أجرتها مع سموه، ليبادر دون تردد في توجيه أمانة جازان باستصدار ترخيص محل لهذه المرأة، هذه اللفتة الإنسانية والموقف النبيل من سمو أمير جازان منح المشروع الأمل من جديد، ولقد زاد المشروع فعالية تبني جمعية الملك فهد الخيرية النسائية بجازان له.

(الجزيرة) من جانبها قامت بزيارة (ورشة المرأة السعودية للأثاث والديكور) لتشهد قصة تميز بنات جازان حيث يبلغ عدد المتدربات في الورشة 42 متدربة حملن (المطرقة، القدوم، المنشار، الرندة، المبرد، القوس، المزروق) في رحلة البحث عن الرزق ومصدر دخل يمنحهن الأمل من جديد في ظل شح الوظائف الحكومية بعضهن يحملن أعلى الشهادات جامعيات لم يجدن وظيفة معلمة فبادرتنا لتعلم (مهنة النجارة) والأكثر جمالاً هو تبني المشروع للفتيات ذوات الدخل المحدود.

الأستاذ عائشة شبيلي صاحب الفكرة مديرة (ورشة المرأة السعودية للأثاث والديكور) أوضحت ل(الجزيرة): أن المركز يعمل على تدريب 42 فتاة من فتيات جازان بالتعاون مع جمعية الملك فهد الخيرية النسائية وافتتحت الورشة لتلبي احتياجاتهن في تعلم تنجيد الكنبات والمجالس العربية وخياطة الستائر بجميع موديلاتها وأفخم الديكورات بالإضافة إلى تجهيز غرف الاستقبال بجميع إكسسواراتها وتجهيز شراشف الولادة بجميع متطلباتها وكذلك تجهيز ليلة الغمرة والليلة الثانية وتغليف عربات الملكة وتنجيد السجاد.

وأشارت الشبيلي إلى أن الدورة ستقام في أكثر من محافظة من محافظات المنطقة تتدرب المرأة فيها على كل هذه الحرف طيلة 3 أشهر تستطيع من خلالها الخوض في مجال العمل بكل ثقة واقتدار.

وتوقعت الشبيلي أن توفر الدورة 50 وظيفة في هذا المجال متى ما وجد الدعم المادي من الجهات المعنية فالموقع الحالي ضيق مساحته لا تتجاوز 100 متر مربع (فنأمل الحصول على دعم مادي من رجال الأعمال والجهات المعنية خاصة أنه يصب في مصلحة ذوي الدخل المحدود).

ومن جانبها أكدت رئيسة مجلس إدارة جمعية الملك فهد الخيرية النسائية بجازان الأستاذة أميمة بنت منور البدري قائلة: كان لنا في جمعية الملك فهد الخيرية النسائية بجازان فرصة التعرف واللقاء بالسيدة عائشة شبيلي صاحبة المشروع (ورشة المرأة السعودية للأثاث والديكور)، وكان لنا شرف تقديم الدعم المعنوي لها والتعريف بمشروعها في عدد من ملتقيات الجمعية وأنشطتها.

ولقد تبنت الجمعية المشروع من خلال التعريف به وتشجيع صاحبة الفكرة والوقوف معها وتوجيهها ودعمها بعدد من المتدربات وهن من بنات الأسر التي ترعاها الجمعية وقد تكفلت صاحبة المشروع جزاها الله كل خير بتحمل تكاليف تدريبهن مجاناً إسهاماً منها في تدريب وتعليم بنات الوطن حرفه ومهنة يدوية تعينهن على فتح مشاريع خاصة لهن بما يكفيهن هم السؤال والحاجة.

ونوهت الأستاذة أميمة البدري بالدعم المعنوي والتشجيع من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان لهذا المشروع، (فسموه معنا في جمعية الملك فهد الخيرية النسائية بجازان دائماً بدعمه اللامحدود وتشجيعه للمرأة وإثبات وجودها وكيانها كفرد مستقل قادر).

كما التقت (الجزيرة) بعدد من المتدربات الحريصات على تعلم مهنة النجارة حيث أكدت أمل بركات (معلمة بمتوسطة وثانوية تعليم الكبيرات بمنطقة جازان) أن المرأة ترغب في كثير من الأوقات إلى تغير كل ما يحيط بها في المنزل أو في العمل لكسر الروتين والملل ولإضافة لمسات جمالية حسب الذوق أو المزاج ولأن المرأة بطبيعتها تحب الجمال والتغير، فمن رأيي الشخصي أن هذه الدورة تحقق للمرأة الاكتفاء الذاتي وسهولة إضافة لمسات جمالية فريدة في منزلها أو مكتبها وهذا يزيد من ثقتها بنفسها.

وأضافت شوق ناصر مهاوش قائلة: هناك الكثير من الفتيات يرغبن في مثل هذه الدورات لاكتساب مهارات تبقى معهن مدى حياتهن خاصة وأن الكثير منهن لا يملكن في أيديهن أي مهارة كما أن وقتهن يهدر دون فائدة وبالتالي يستطعن مجابهة الظروف المعيشية بكل يسر وسهولة وليس عيبا أن تمارس المرأة مهنة النجارة.

أما فهيدة عبدلي معلمة وربة منزل فتقول: لقد دخلت هذه الدورة من أجل الاستفادة لأن المرأة تحتاج إلى تغير مظهر أثاثها فمن الصعب كسر ميزانية الأسرة من أجل التغير الدائم وقد استفدت من الدورة أشياء عديدة ومفيدة للمرأة من حيث عمل الشراشف وتنجيد الكنبات وعمل الأريكة.

وأشارت سمية محسن خرمي إلى أن سبب دخولها هذه الورشة وجود الموهبة لديها لكن كان ينقصها الإتقان الذي وجدته هنا في هذه الورشة (وأيضاً طمعا بعد إكمالي لدورة أن أحصل على وظيفة ومصدر دخل شهري يمكنني من تطوير نفسي أكثر مع الوقت).

وختاماً (الجزيرة) تضع هذا المشروع على طاولة الجهات المعنية فهل يجد الدعم المادي والمعنوي، خاصة أنه تتبناه جمعية خيرية... أم نبقى نتأمل دون حراك؟؟!!.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد