Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/06/2008 G Issue 13040
الاربعاء 07 جمادىالآخرة 1429   العدد  13040
أنت
ماذا نريد من الإعلام السعودي؟
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

بعد أحداث (11) سبتمبر (2001م) فُرِضَ على الإعلام السعودي الرسمي التحرك على أصعدة شتى وفي اتجاهات عديدة.. فهو خارجياً يواجه مهام عظاماً جساماً.. ليس أمام دولة واحدة، بل أمام معظم دول العالم.. فبادرنا بدورنا ننادي ونطالب وزارة الإعلام بأن تدافع عنا وأن تبيِّن وجهة نظرنا للعالم.. ذلك العالم الذي تم تجييشه ضدنا.. وهو ما ضاعف من صعوبة المهمة مرتين.

أما داخلياً فقد بدأ الحراك الفكري والاجتماعي بالسير في الاتجاه المختلف قليلاً عن السائد المهيمن.. وصار المجتمع في أمس الحاجة لتدخل الدولة ممثلة في الوزارة في التوجيه الإعلامي.. والمساواة في دعم الاتجاهات الفكرية الأخرى إعلامياً.. وإنارة خريطة الطريق لتنمية مزدهرة.

وهكذا صار الإعلام السعودي واقعاً بين مطرقة تحسين وتجميل صورة المملكة خارجياً.. وسندان إضاءة الطريق للتغييرات الاجتماعية داخلياً.

ثم أضيف على هموم وزارة الإعلام هم الثقافة.. وهو كما تعلمون هم ثقيل.. خاصة إذا كان ثلثا أركان الثقافة معطلاً لاختلافات فقهية.. ومع هذا فلم تكن مشكلة الثقافة مع الإبداع ذاته.. فقد صدر مثلاً في عام (2006م) (46) رواية سعودية.. أي أن ما لم تصدره المملكة في تاريخها أصدرته في عام واحد.. إذاً المشكلة كما ترون ليست في الإبداع وإنما المشكلة في أنها كلها صدرت خارج المملكة.

وما ينطبق على موضوع الرواية.. ينطبق أيضاً على الفن التشكيلي.. فقد صار لدينا فنانون متخصصون في رسم بيوت الطين والبحر والسفن والنخيل والخيول والجمال.. ولا أحد يرسم إنساناً جميلاً.

أما المسرح فنشكر أمانة منطقة الرياض على دورها الريادي في احتضانه.. وسوف يذكر لها تاريخ ثقافة هذا الوطن مبادرتها هذه.. ونأمل أن يُسَخِّر للسينما السعودية من يحتضنها كما احتضن المسرح.. وأن تبقي شعلة هذا المحور الثقافي الهام مشتعلة حتى يهيئ الله له من يرفعه إلى المكانة التي تليق بتحضر وحضور المجتمع السعودي.

أما الموسيقى فقد كانت الفضائيات بالنسبة لها بمثابة طوق النجاة.. والأهمية الحقيقية لتلك الفضائيات تنبع من أنها سوف تخلق خطاً موسيقياً عربياً جديداً.. تتفق وتتوحّد عليه الذائقة العربية ومشاركة الذائقة العالمية في قواسم كثيرة.. مع ثقتي في أن كل مجتمع سوف يحتفظ بتراثه الفني.. لكن كتراث.

والآن لو قيل لي أو قيل لك: أي من المسارين تريد من الوزارة أن تركز عليه المسار الخارجي أم المسار الداخلي فماذا ستكون الإجابة؟.. أنا شخصياً سوف أصوت للتركيز على المسار الداخلي.. فنحن في أمس الحاجة إليه لأن المجتمع السعودي يتحرك بسرعة.. وارتطام المسرع يكون ارتطاماً عنيفاً.. وفي رأيي أن الإعلام هو إحدى الوسائل المهمة والأولى في توجيه الرأي العام وقيادته نحو نموه وازدهاره.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5913 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد