Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/06/2008 G Issue 13041
الخميس 08 جمادىالآخرة 1429   العدد  13041
حديث المحبة.. المسؤولية الاجتماعية
إبراهيم بن سعد الماجد

كلمة فضفاضة يندرج تحتها كل عمل خير يعود على المجتمع بالفائدة، وهذه المسؤولية الاجتماعية عني بها الإسلام أشد العناية بدءا من الأسرة الصغيرة فقال عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)

وقال أيضا: (خير الناس أنفعهم للناس) وفي الدعاء المأثور (اللهم اجعلني خير عبادك لعبادك) ونحن كمجتمع سعودي يفترض فينا الخير ويرجى منا النفع لأهلنا ووطننا مازلنا وأقولها بمرارة أقل المجتمعات تكاتفا خاصة في قضية المسؤولية الاجتماعية، وأعني بها تحديدا المؤسسات أو المشاريع ذات الجدوى الكبيرة على أفراد المجتمع.

دفعني للحديث عن هذا الموضوع ما قام به الإخوة (عجلان وإخوانه) من عمل يعد في قمة المسؤولية الاجتماعية وهو تكفلهم ببناء سبعين فيلا بقيمة تتجاوز المائة مليون ريال لأقاربهم، هذا الخبر توقفت أمامه كثيرا، وجرني إلى التفكير مليا في حال هذا الوطن مع أثريائه، وحال المواطنين مع هؤلاء الذين غابت عنهم مسألة المسؤولية الاجتماعية وحضرت الأنانية والجشع وحب الذات، لو أن أثرياء الوطن استشعروا هذه المسؤولية وعرفوا أن لوطنهم ولأهلهم عليهم حقوقا يجب أن يفوا بها لكان الوطن والمواطن أحسن حالا منه الآن، ولكن لأن المال وحبه سيطر على قلوب وعقول الكثير منا، ولم يعد هناك مساحة للتفكير السليم لدى من يؤمل فيهم استشعار أهمية البذل ومنزلة الباذلين يوم الجزاء والحساب غابت قضية المسؤولية الاجتماعية، هؤلاء نزعوا من كتب التاريخ تلك الصفحات التي تذكر تجهيز جيوش العسرة، وتذكر ما بيع ذاك الصباح الجميل في سوق المدينة المنورة من زاد وكساء على أعظم مشتر وهو الله سبحانه وتعالى، وما أحدثته تلك الصفقة المباركة من فك أزمة غذاء حلت بمدينة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، هؤلاء لا يريدون من يذكرهم بأن البيع الرابح هو ما كان مع الله، لأنهم لا يريدون أن يعرضوا في هذا السوق أي صفقة في نظرهم لا تضيف إلى رصيدهم شيئا..!!

إن المسؤولية الاجتماعية باتت ملزمة لكل قادر خاصة في هذا الزمن الذي لم يعد بمقدور ناشئتنا تحمل أعباء الحياة المكلفة جدا.

ومع بداية تولي وزير الشؤون الاجتماعية الجديد الدكتور يوسف العثيمين مسؤولياته أجدها فرصة مواتية لتهنئته أولا على هذه الثقة الكبيرة، وثانيا لتذكيره بأن مسؤولية هذه الوزارة ليست في سد حاجة الناس من قوت يوم وليلة ولكنها أكبر وذلك من خلال مطالبة رجال الأعمال القيام بواجبهم تجاه أهلهم ووطنهم، وأن يتحملوا المسؤولية كما يجب أن يكون.



Almajd858@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5968 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد