Al Jazirah NewsPaper Saturday  14/06/2008 G Issue 13043
السبت 10 جمادىالآخرة 1429   العدد  13043
((فارس الكرة)): واقع أم خيال؟!
د. فهد بن علي العليان

يتساءل كثير من المهتمين عن غياب أو تغييب الأندية الرياضية عن القيام بدورها الشامل في تثقيف وتوعية شباب وطننا الغالي في مختلف مجالات الحياة. وهنا يدور سؤال: هل يشجع الآباء والأمهات أبناءهم على الذهاب إلى الأندية الرياضية؟ تحدثت في هذه القضية مع كثير من الناس الذين أشار بعضهم إلى أنهم يتحرجون من السماح لأبنائهم في الذهاب إلى الأندية الرياضية؛ نظرا لتصورهم بأن هذا سيبعدهم عن دراستهم ويحول بينهم وبين التحصيل الدراسي والتفوق العلمي. وربما نجد العذر للبعض في هذا التصور، لكن الأهم أن يسعى القائمون على الأندية إلى طرح البرامج المتنوعة التي تخدم فئة الشباب وتناسب ميولهم واهتماماتهم المختلفة. وقد كتبت -قبل فترة- مقالا تطرقت فيه إلى أهمية مشاركة المثقفين في أنشطة الأندية الرياضية؛ لأن الرياضي والثقافي أو العكس هما شريكان؛ مما يحتم على المثقفين العناية بالرياضة وأهلها وممارسة الأعمال الثقافية داخل مقرات الأندية الرياضية؛ سعيا لصقل مهارات الشباب المتنوعة والترويح عنهم بأسلوب علمي ومدروس لكي لا يقعوا في مصائد المفسدين فكريا وخلقيا.

وعودا على عنوان المقال، فقد طرح الأستاذ أحمد العجلان رواية بعنوان (فارس الكرة) قدم من خلالها وصفا عاما لحياة لاعب كرة القدم السعودي؛ حيث كشف في هذه الرواية بعض المواقف التي يمارسها بعض لاعبي الكرة؛ مما يدلل على تدني ثقافتهم ودرايتهم بما يدور حولهم وعنهم. وتدور أحداث الرواية حول حياة أحد اللاعبين الذي كان شابا ملتزما وسرعان ما سلك طريقا منحرفا؛ حيث استطاع الكاتب أن يصور المواقف والمنزلقات التي يمر بها بعض لاعبي الكرة كاللجوء إلى السحرة والمشعوذين عند تراجع المستوى الكروي؛ نظرا للتقصير في معرفة الضوابط الشرعية والأدبية في كثير من القضايا.

إن هذه الرواية -من وجهة نظري- تكشف بعض ما يدور في عالم الأندية وفي حياة بعض اللاعبين، وتكشف -أيضا- عن الدور الغائب الذي يجب أن يقوم به المسؤولون في الأندية الرياضية وذلك بتثقيف اللاعبين في الجوانب الشرعية والنفسية وغيرها من خلال إقامة الدورات واللقاءات المتنوعة؛ حتى يحافظ اللاعبون على انضباطهم السلوكي؛ لأنهم يعدون قدوة مثالية لكثير ممن يقلدونهم من الصغار. وهنا أؤكد أن هذا النموذج الوارد في الرواية أصبح نادرا؛ لأن أغلب الرياضيين لديهم الكثير من الوعي الثقافي والالتزام الديني والأخلاقي، لكن لا بد أن تتواصل الأعمال التحذيرية للرياضيين الصغار؛ ليكونوا على دراية بما ينتظرهم من مفاجآت في عالم الرياضة والشهرة الذي يعد سلاحا ذا حدين.

وأخيرا، فإن هذه الرواية تعد بادرة جميلة من الكاتب للمساهمة في نشر ثقافة القراءة بين اللاعبين وفي الوسط الرياضي عموماً؛ مما يزيد من ثقافتهم ووعيهم بكثير من القضايا. فشكرا للكاتب على شجاعته واقتحامه هذا السور، وطرحه -بشجاعة- موضوعات مهمة في دهاليز الرياضة والرياضيين.

فاصلة: كنت أتمنى أن كاتب الرواية راجع ما كتبه لغويا قبل الطباعة!



alelayan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد