Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/06/2008 G Issue 13044
الأحد 11 جمادىالآخرة 1429   العدد  13044
أضواء
أوباما محبوب أوروبياً مكروه إسرائيلياً
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في الوقت الذي تتسع فيه الدائرة الدولية المرحبة باحتمال وصول المرشح الديمقراطي باراك أوباما إلى البيت الأبيض، فإن الكيان الإسرائيلي متخوف من نجاح باراك أوباما وبالحلول محل الصديق الأكثر ولاء لإسرائيل جورج بوش؛ فالإسرائيليون الذين يؤكدون بأنهم لا يحلمون برئيس مشابه لجورج بوش حتى المرشح الجمهوري ماكين الأفضل بالنسبة لهم من أوباما.

التخوف من المرشح الديمقراطي لا تراه كثير من الشعوب بل إن الأوروبيين يعتبرون نجاح أوباما سيحسن من صورة أمريكا في الخارج كثيراً. فقد أظهر استطلاع للرأي نشر الخميس الماضي وأجري في 24 بلداً أن ترشيح أوباما للانتخابات الرئاسية الأمريكية يبعث آمالاً كبيرة في الخارج ويحسن صورة أمريكا في العالم.

وقال اندرو كوهوت، رئيس مركز الأبحاث الأمريكي (بيو) وهو يقدم نتائج الاستطلاع الذي أجري من 17 آذار - مارس إلى 21 نيسان - أبريل: (أعتقد أن هذا التحسن في الرأي العام حيال الولايات المتحدة يعكس توقعاً لتغيير ما في البيت الأبيض).

وأضاف أن (معظم الناس يعتقدون أن الرئيس المقبل سيمثل تغييراً إيجابياً في ما يتعلق بالسياسة الخارجية) للولايات المتحدة. وحلت فرنسا (68%) وإسبانيا (67%) في طليعة الدول التي تثق بهذا التغيير وأعقبتهما نيجيريا (67%) وألمانيا (64%) والهند (59%). وكشف الاستطلاع أيضاً الصورة الحسنة التي يتمتع بها سيناتور ايللينوي في الخارج. الأشخاص الذي سئلوا عن رأيهم قالوا إنهم يثقون بباراك أوباما أكثر من خصمه الجمهوري جون ماكين. وحصل أوباما على 84% من الأصوات المؤيدة له في فرنسا و72% في إسبانيا و58% في البرازيل.

واعتبر اندرو كوهوت أن ترشيح أوباما والاهتمام الكبير في هذه الانتخابات قد خففا على ما يبدو من المواقف السلبية تجاه الولايات المتحدة في العالم بعد ثلاث سنوات من التدهور. أما في الكيان الإسرائيلي فالصورة عكس ذلك تماماً, فعلى الرغم من تكثيف أوباما من أقواله المؤيدة لإسرائيل إلا أن احتمال فوزه يشكل مصدر قلق. وقد كتب محرر وكالة الأنباء الفرنسية في تل أبيب بعد أن التقى عدداً من المسؤولين الإسرائيليين تقريراً يبين فيه أسباب قلق الإسرائيليين؛ إذ يقول مسؤول كبير في وزارة الخارجية إنه في حال انتخاب أوباما رئيساً لأمريكا فإنه (يتوقع أن يواصل سياسة أسلافه المؤيدة لإسرائيل) لكنه تساءل حول النفوذ الذي يمارسه (فريقه). وقال النائب يوفال شتاينتز المسؤول في حزب الليكود: (بالتأكيد أن تصريحاته الأخيرة طمأنتنا لكن تبقى هناك تساؤلات حول المحيطين به).

وكان يشير إلى مداخلة أوباما في 4 حزيران - يونيو أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) أبرز لوبي مؤيد لإسرائيل في أمريكا والتي أعلن فيها أن القدس (ستبقى عاصمة إسرائيل) و(ستبقى موحدة). وعبر شتاينيتز الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان خصوصاً عن قلقه إزاء موقف أوباما من إيران، معتبراً أنه ينقصه الحزم. وقال هذا المسؤول المقرب من زعيم الليكود بنيامين نتانياهو: (حتى الآن، لم يكن أوباما يعتبر صديقاً بشكل خاص لإسرائيل، لكن يمكنه أن يتغير).

ومعروف أن جورج بوش لم يكن يحظى بهذه السمعة قبل توليه الرئاسة عكس المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية جون ماكين الصديق المخلص لإسرائيل الملتزم بضمان أمنها والناشط جداً بالنسبة لمسالة التهديد النووي الإيراني.

الرئيس السابق لحزب ميريتس يوسي ساريد وحده يخالف ذلك؛ إذ يعتبر إحدى الشخصيات النادرة في البلاد التي عبرت علناً عن رغبتها في فوز أوباما لأنه (يمثل المستقبل).

وبخصوص النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني فإن ساريد يعتبر أن (سياسته لن تكون أسوأ من سياسة الرئيس بوش الذي يعتبر صديقاً لليمين ولأولمرت لكنه ترك الوضع يتدهور). وكشف الخبير السياسي ايتان جلباع أن المواقف الأخيرة للسناتور أوباما (لم تبدد المخاوف حول سياسته لدى الإسرائيليين) معبراً عن قلقه من النفوذ المحتمل لمستشارين ينتقدون إسرائيل. وقال خبير آخر يوسي الفير: (من ناحية، سيكون أوباما رئيساً إيجابياً لإسرائيل بحيث إنه سيحسن علاقات الولايات المتحدة مع العالم العربي وخلافاً لبوش إنه يمكنه الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا).

وأضاف: (في المقابل، قد يتبين أنه ليس سوى شخص غير منطقي ولن تكون لديه الجرأة في حال وقوع أزمة كبرى لاتخاذ قرارات تتطلب دعم إسرائيل). وخلص إلى القول: (في إطار حصول سلام، أفضل أوباما. وفي حال حصول حرب، أراهن أكثر على ماكين).



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد