Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/06/2008 G Issue 13044
الأحد 11 جمادىالآخرة 1429   العدد  13044
هل مواردنا البشرية مؤهلة للتعامل مع الفورة الاقتصادية!!
د. توفيق عبدالعزيز السويلم

مع بروز الفورة الاقتصادية الحالية الناتجة عن فوائض الميزانية والتوسع الحاصل في تنمية وتطوير الخدمات والمرافق وضخ الأموال الضخمة في المشاريع الاستثمارية الكبيرة في كافة أنحاء المملكة يتطلب أن يواكب ذلك تطوراً في الموارد البشرية الوطنية التي يؤمل أن تكون المنفذ الرئيسي لهذه المشاريع العملاقة ليكون لها دور في التنمية الاقتصادية في كافة مناطق المملكة... فهل هذه الموارد البشرية مؤهلة للتعامل مع هذه الفورة الاقتصادية؟!

إن إنفاق المملكة على مجال تأهيل وتنمية الموارد البشرية هو من أعلى معدلات الإنفاق حيث كان في خطة التنمية السابعة أكثر من 10 مليارات ريال وخلال خطة التنمية الثامنة بلغ مخصصاته أكثر من 13 مليار ريال ومع ذلك فإن مستوى الخريجين دون المستوى المطلوب لذلك أصبح موضوع تأهيل الموارد البشرية وتنميتها وتطويرها بالمملكة يعتبر إحدى الهواجس الرئيسية للجهات الرسمية والقطاع الخاص خاصة أن التأهيل مكلف ولكن الجهل أكلف وعلى الرغم من الجهود التي بذلت والفعاليات التي عقدت لمناقشة أهمية التدريب والتأهيل لكن ما زال هناك هاجس من أن تلك الجهود وهذه الفعاليات لم تؤت ثمارها حتى الآن في الوقت الذي نجحت فيه بعض الدول في نهاية القرن الماضي كالصين وماليزيا والهند وتركيا في تهيئة مواردها البشرية لاستثمارها الاستثمار الأمثل حتى تمكنوا من تحقيق تقدم ملموس في اقتصادياتها.

لقد حظي قطاع التعليم والتدريب المهني في المملكة العربية السعودية بعناية خاصة كونه ركيزة مهمة من الركائز التي يعتمد عليها في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم. ومع هذا فإن الوضع الحالي للعاملين من المواطنين السعوديين لا يتناسب مع التطور المستمر عالميا في التكنولوجيا التي تتطلب عاملا ماهرا ومدربا تدريبا جيدا بالإضافة إلى أن التعليم العالي الأكاديمي في الجامعات والمعاهد السعودية لا يستوعب جميع الحاصلين على شهادة الثانوية العامة فعلى سبيل المثال في عام 2001م كان عدد خريجي الثانوية العامة 221.000 طالب بينما الذين حصلوا على مقعد داخل الجامعة هم 113.000 طالب والباقين منهم من سافر خارج المملكة لتكملة تعليمه ومنهم من لم يستطيع تكملة مساره التعليمي ومن المتوقع في عام 2020م أن يبلغ عدد سكان المملكة حوالي 27 مليون نسمة وهذا يتطلب أماكن أكثر في الجامعات والتعليم العالي وهي غير كافية أيضا ذلك سيكون الاتجاه إلى التعليم الفني والتدريب المهني... فهل هذه الأماكن قادرة على تخريج عمالة مدربة وماهرة؟!

إن من الضروري أن يدرك الخريجون أنفسهم أهمية التدريب والتأهيل وضرورة الإنفاق عليه فإن ذلك سوف يكون في صالحهم وصالح العمل والإنتاج والتطوير لأن العامل سيكون قادراً على التعامل مع المتغيرات التقنية الحديثة خاصة إذا أدرك هؤلاء الخريجون وجود مشكلة في كمية ونوعية وإنتاجية الموارد البشرية اللازمة لتلبية احتياجات التنمية وعدم قدرة هذه الموارد على منافسة مثيلاتها الأجنبية في السوق العالمي والمحلي.

لذا، فقد برزت أهمية الاستثمار في العنصر البشري واقتصاد المعرفة والوقوف على أبعاد ذلك من خلال دراسات متخصصة لوضع رؤية جديدة لأهداف وسياسات وآليات تنفيذية محددة لتعزيز وتحفيظ وتوجيه الاستثمارات في رأس المال البشري للتوافق مع متطلبات اقتصاد المعرفة على المدى القصير والمتوسط والطويل.

مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد