Al Jazirah NewsPaper Sunday  15/06/2008 G Issue 13044
الأحد 11 جمادىالآخرة 1429   العدد  13044
هذرلوجيا
لصوص المواشي
سليمان الفليح

بالأمس مررت ببعض رجال القبيلة الذين ما زالوا يمتهنون تربية المواشي ويمارسون الارتحال نحو مساقط المطر ويعيشون حياة (شبه) مستقرة بين البداوة والاستيطان على حواف الحواضر المفتوحة لمناطق الرعي، ولأن هذا العام هو عام (دهر) أي (محل) وجفاف بالنسبة لهم بسبب احتباس المطر فقد اعتمدوا (كلياً) على الأعلاف التي يشترونها من التجار لزوم إعلاف مواشيهم مثل الشعير والقت والبرسيم وسائر الأعلاف (المصنَّعة)، وكان جل حديثهم عن انخفاض سعر الشعير وارتفاع سعر البرسيم بشكل مفاجئ وكثرة لصوص الماشية ولا سيما في محافظة حفر الباطن، وأذكر أنهم قبل عدة أشهر كانوا يتحدثون عكس هذا الحديث أي ارتفاع الشعير وانخفاض البرسيم، وحينما سألت عن السبب من وجهة نظرهم قالوا: (سلك التلبين!!) هو السبب الرئيسي كما يقول تجار الأعلاف في رفع سعر البرسيم، فقال أحدهم لا هذه حجة باطلة وذريعة فاشلة اتخذوها مبرراً لرفع سعر البرسيم، وبينما هم في جدل حاد عن هذا الشيء الذي رسمه (سلك التلبين) وهو مصطلح (زراعي) لم أسمع به ولربما لم ولن يسمع به القراء إلا بعد هذه المقالة. وقبل أن يحتدم الجدل بينهم قلت لهم (يا رعاكم الله يا قوم) أفيدوني أفادكم الله عن هذا (السلك التلبين) حتى أشارككم في الحديث فهمس لي من كان بجانبي منهم (أنه سلك رفيع من الحديد) تربط فيه رزمات العلف؟! وهنا قلت وما دخل هذا بالبرسيم فقالوا لي (أليس هو من الحديد؟!)، فقلت بلى، فقالوا ألم تسمع بأزمة الحديد وتهريب الحديد وندرة الحديد وغلاء الحديد، بل ألم تسمع بالرجل الذي اشترط على خاطب ابنته أن يكون (جهازها) من الحديد لا من الذهب لأن الحديد أصبح أغلى من الذهب (؟!) وهنا قلت يا للهول! فما الحل إذن: قالوا (اسأل سابك؟!) فقلت لا لا (إلا هذي) فهي من المستحيلات لأنني بمقدوري أن أسأل أصحاب القرار الكبار يحفظهم الله - عن أي أمر - ويجيبون بكل صدر رحب ولا أستطيع أن أسأل حتى نائب الرئيس فيها أو عضوها المنتدب. لأنه (فوق التساؤل والسؤال (!!).

ولكن الذي بمقدوري أن أسألكم عنه ماذا بشأن لصوص الماشية؟!

فقال لي أحدهم لقد سرقوا لي (80) رأساً من الغنم وقال الآخر لقد سرقوا لي (150) وقال الثالث (عد وخربط) من السرقات التي استعضنا عنها بالله الذي عليه العوض وحده بالرغم من أننا نعرف اللصوص فقلت إذن لم لا تشكون الأمر إلى شرطة حفر الباطن؟! فقالوا المشكلة أن الشرطة تعرفهم مثلما نعرفهم بالاسم لكثر ما تكررت سرقاتهم، وفي كل مرة يسجنون وينقلون إلى مناطق أخرى (عقاباً لهم!!) ولكنهم يعاودون الكرة مرة أخرى وهكذا تتكرر المأساة، ولم يبق أمامنا إلا أن نوجه نداء إنسانياً إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد باعتبار أن محافظة حفر الباطن تابعة إلى إمارة المنطقة الشرقية أن (ينقذنا) من هذه العصابات التي تصول وتجول في مناطق الرعي وتمارس السطو على (حلالنا) ورزقنا الوحيد ولنا الأمل بعد الله بسموه الكريم.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد