Al Jazirah NewsPaper Monday  16/06/2008 G Issue 13045
الأثنين 12 جمادىالآخرة 1429   العدد  13045
بين قولين
(أجا) يا معالي الوزير
عبد الحفيظ الشمري

(فلاح النخل) مواطن من منطقة حائل يسترعي اهتمام معالي وزير التربية والتعليم، فهو الذي يقول كثيرا عن قلبه الطيب ولا يزكيه على الله، وعن فكره المستنير ونضج تجاربه في العلم والإدارة، ولا داعي لذكر المزيد عن سيرته المميزة بحق، ليعرض أمامه شكوى يجأر فيها طلاب منطقة حائل من البنين والبنات، والمعلمين والمعلمات والآباء والأمهات والمثقفين والمثقفات وما إلى تلك المترادفات؛ فيما يثير شكواهم جميعا هو هذا النص (التربوي!!) الذي ورد على هذا النحو:

(يقع جبلا أجا وسلمى في منطقة حائل. ولا يعلم أحد سبب تسميتهما بهذين الاسمين، ولا غرابة فإن هناك أسماء كثيرة لا نعلم لها أصلا. والجبلان منيعان، ولذا كانا مأوى للحيوانات والطير، وملجأ لقطاع الطرق قديما).

فالنص أو المقطع السابق ورد في الصفحة (17) من كتاب (الإملاء) للصف الأول المتوسط - الفصل الدراسي الثاني -، فالمرجو التمعن في النص كاملا ومن ثم في الجملة الأخيرة منه (ملجأ لقطاع الطرق).

فالمواطن فلاح يقول في شكواه: كيف يكون يا معالي الوزير جبل أشم من جبال الوطن وأعلاها، وأجملها عند أهلها أن تكون مأوى للصوص وقطاع الطرق، أيعني يا معالي الوزير في هذا الكتاب أن يكون الأجداد- رحمهم الله- في عمق جبلي (أجا وسلمى) لصوصا. وإن كانوا كذلك - لا سمح الله - أي (حنشل) على حد ما يريده مؤلفو هذا الكتاب، وهم مجموعة مميزة من أهل التربية والتعليم فلماذا لا يجعلون التاريخ القديم يمضي إلى غير رجعة، فنحن لا نزكي كل من عاش في تلك الجبال، إنما نود أن نستشعر الظن الحسن بكل من استظل بنخيله، وبات قرير العين في كهوفه، وعرف معنى الرجولة في دروبه، وأخلص في بناء الوطن آباؤه الذين انحدروا من قمم جبال أجا وسلمى شأنهم شأن أهل الجبال الأخرى في شرق الوطن وغربه وجنوبه.

ففي سلالة من سكن تلك الجبال التي يسمهم الكتاب التربوي بأنهم أهل (ملجأ قطاع الطرق) يا معالي الوزير- رعاك الله- من يتشرفون في خدمة الوطن، ومن يتبوؤون المناصب المهمة في بلادنا، بل فيهم من هم رجال تربية وتعليم، فكيف يكون الأجداد لصوصا وقاطعي طريق في جبال أجا وسلمى.. سامح الله مؤلفي كتاب بهذا الإملاء.

فإن كان ولابد من كتابة مثل هذه العبارات التي لا داعي لها فلماذا لم تكتب هذه العبارة (ملجأ لقطاع الطرق) عند كل جبل تناولته مادة هذا الكتاب على نحو الجبال الأخرى في الوطن، كجبال تهامة في الغربية، والسراة في الجنوب، وفيفا وطلان في جازان، وطويق والتوباد في نجد، والهدى وكرا في الطائف، وشدا في الباحة، وما إلى تلك الجبال التي نفخر فيها وبأهلها وبمن سكن جبالها قديما وحديثا.. فلم لم يقل كتاب الإملاء عن هذه الجبال أنها كانت مأوى للصوص وقطاع الطريق، معاذ الله أن يقال هذا.. فالمواطن (فلاح النخل) من مدينة حائل يريد أنصاف جبلية (أجا وسلمى) يا معالي الوزير، فحذف هذا النص والتنويه عن هذا الخطأ أمر وارد ولا بأس فيه من أجل ألا تعمم الصورة على كل جبال الوطن.



Hrbda2000@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5217 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد