Al Jazirah NewsPaper Monday  16/06/2008 G Issue 13045
الأثنين 12 جمادىالآخرة 1429   العدد  13045

فيصلنا يا فيصلنا
محمد إبراهيم الماضي

 

انتهت منذ أيام في مدينة الرياض أعمال الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.

جاءت هذه الندوة في وقت كنا فيه بحاجة ماسة وشديدة للخروج ولو مؤقتاً من حالة الكآبة التي تغطي المشهد السياسي العربي الراهن.

أعادت لنا هذه الندوة ذكريات حقبة رائعة من زمن جميل كان نجمه الأول دون منازع الملك فيصل ذاته رحمه الله، والذي كان وبشهادة كبار المؤرخين المعاصرين أحد أبرز قادة القرن العشرين. وبما أن هذه الندوة كانت عن الملك فيصل رحمه الله فسوف أتحدث في السطور القادمة عن شخصية إعلامية عربية كان من أبرز نجوم تلك الفترة من الزمن وهذا الأستاذ الشاعر مسلم البرازي الذي كان من ضمن الرعيل الأول من الإعلاميين العرب الذين استعان بهم معالي الشيخ جميل الحجيلان أول وزير إعلام في المملكة العربية السعودية، وذلك حينما بدأ يضع اللبنات الاولى للإعلام السعودي الحديث. قدم الأستاذ مسلم الرازي إلى المملكة عام 1964م- 1384هـ، حيث شهد وشارك في افتتاح إذاعة الرياض في شهر رمضان من ذلك العام نفسه. صادف مجيء مسلم الرازي إلى المملكة ذروة تأزم العلاقات السعودية المصرية وشهد وسمع حملات التشهير التي كان يطلقها الإعلام الناصري على المملكة وقادتها ولم يقف مكتوف الأيدي متفرجاً بل كان يرد بفاعلية على هذه الحملات بقصائد نارية قوية تدل على الوفاء والولاء لهذا البلد وقادته وكانت هذه القصائد لقوتها وجرأتها حديث الشارع السعودي لوقت طويل، لذا فليس من المبالغة في شيء القول بأن مسلم الرازي كان يكاد يكون وزارة إعلام في رجل.. كان لدى الرجل الشاعرية القوية والرؤية السياسية المستنيرة، فضلاً عن حب وولاء أكبر لهذه المملكة وقادتها.

ومع تغلغل المد الشيوعي الاشتراكي في بعض البلاد العربية في تلك الفترة ومواجهة الملك فيصل لهذا المد الإلحادي وإعجاب الشاعر بهذا الموقف فكتب يقول في إحدى قصائده.

إسلامية إسلامية

لا شرقية ولا غربية

من مكة أعلنها فيصل

إسلامية إسلامية

وامتد هذا الإعجاب من الشاعر بالملك فيصل رحمه الله فكتب فيه قصائد كثيرة ومشهورة من أشهرها قصيدة:

(فيصلنا يا فيصلنا) وقصيدته الأخرى (سلمك الله يا بو عبدالله).

كما كتب عدداً كبيراً من القصائد الوطنية يتغنى فيها بمعظم مدن ومناطق المملكة، فكان أن كتب (بريدة) ثم كتب (رمان الطائف) وتبعها باسكتش (المنطقة الشرقية) ثم كتب (أبها).. وغيرها.

في تعبير ينم عن الحب والإعجاب بهذا البلد العربي الكبير الذي يمثل قلب العروبة النابض ومهبط الوحي والرسالة المحمدية فكتب يقول:

أصل العروبة من هنا

من نجدنا وحجازنا

والله جل جلاله

ختم النبوة من هنا

مسلم الرازي يعيش بيننا منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً مكرماً ومعززاً في مملكة الوفاء.. هذا الرجل يملك رصيداً كبيراً من القصص والأحداث من تلك الفترة، لذا فإنني أقترح على مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وهي الجهة المختصة برعاية وحفظ تاريخ الملك فيصل أن تستفيد من عشرات الأعمال مما تحفظه مكتبة الإذاعة السعودية من أعمال لهذا الرجل. كما أتمنى أن يحظى هذا الرجل بلفتة تكريم يستحقها نظير مشواره الطويل الذي قضاه في خدمة الإعلام السعودي. هذه كانت بعض الملامح السريعة، والموجزة لحياة طويلة وعريضة للشاعر الإعلامي القدير الأستاذ مسلم البرازي.

مستشار إعلامي


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد