Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/06/2008 G Issue 13046
الثلاثاء 13 جمادىالآخرة 1429   العدد  13046

دفق قلم
مجلَّة ضياء الزُّلفي ودِفْء المشاعر
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

مجلّة دورية مضيئة، تصدرها جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الزلفي، وصلتني أعدادها الثلاثة التي صدرت بداية من عام 1427هـ.

فأسعدني ما رأيت فيها من عمل صحفي ممتاز، ومن مقالات عن القرآن الكريم ووسائل العناية به، وطرائق حفظه تتّسم بالجودة والإتقان، ومن لقاءات مع بعض الشخصيات المهمة في هذا المجال المشرق مجال تجويد كتاب الله وحفظه، ومنها لقاء متميز مع شيخ عموم القراء والإقراء بالديار المصرية المقرئ، إبراهيم بن علي شحاتة السمنودي أجراه الدكتور عبد الله بن محمد بن سليمان الجار الله، وهو شيخ جليل القدر في هذا المجال، وله منظومة في علم التجويد عنوانها: (لآلئ البيان في تجويد القرآن).

لفت نظري في العدد الثالث من مجلة (ضياء) مقال تزيَّنتْ به الصفحة الأخيرة بعنوان: (دفء المشاعر).. بقلم الشيخ عبد الرحمن بن محمد الحمد رئيس الجمعية، يستحق أن أنقل منه بعض سطوره المنسابة لأن دفء المشاعر هدف لكل نفسٍ، وأمل لكل خاطر.

يقول: عند برودة الجو يحتاج الناس إلى تدفئة أجسامهم بوسائل التدفئة المتنوعة وهي متيسرة - ولله الحمد- وإذا كانت تدفئة الأجسام مطلوبة فإن تدفئة المشاعر والأحاسيس مطلوبة أيضاً ولا سيما مع الوالدين والأقارب.

يقول عامر بن عبد الله بن الزبير: مات أبي فما سألت حولاً كاملاً إلاَّ العفو عنه، ويقول عمر بن دينار: تعلمون أنه ما من خطوة بعد الفريضة أعظم أجراً من خطوة إلى ذي رحم، إنَّ أسرع الخير ثواباً البرُّ والصلة، وأسرع العقوبة البغيُ والقطيعة، ومع ذلك ففي الناس من يسارع إلى قطيعة الرحم لنزاع على شبر أرض، أو خلاف على مبلغ مالي، أو لكلمةٍ تفوَّه بها قريبه، لو نطق بها بعيد عنه لما عاتبه عليها، أو بسبب ظن، أو توقُّع أمر لا رصيد له في الواقع، وقد تقع الإساءة من الإنسان إلى قريبه فيسوء ظنه به، مع أنه هو المسيء على حد قول أبي الطيب:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه

وصدَّق ما يعتاده من توهُّم

ألا ما أحسن أن يتعاهد المسلم أقاربه؛ يكرم كريمهم، ويعود مريضهم، ويتصدَّق على فقيرهم، ولا تكون قرابته أشقى الناس به، بل يكون قلبه كبيراً، يتحمَّل أخطاءهم ويسامح ويصفح متمثِّلاً قول الشاعر:

وإني لأكسو الخِلَّ حُلَّةَ سُنْدسٍ

إذا ما كساني من ثياب حداده

ويكفي في بيان أهمية الصلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدَّمها في حديثٍ صحيح على كسر الأوثان وتوحيد الله، فهي من أولويات مهمَّات الرسالة، يقول عليه الصلاة والسلام: (أرسلني الله بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأنْ يوحَّدَ الله ولا يشرك به شيء).. وليس المعنى هنا أنها أهم من التوحيد، ولكنَّ ذلك تأكيد على أهميتها.

صلة الأرحام: أمارة على كرم النفس، وسعة الأفق، وطيب المنبت، وحسن الوفاء.

تحية لمجلة ضياء، ولجمعية تحفيظ القرآن في الزُّلْفي، ولرئيسها على مقاله الجميل.

إشارة:

وطني أنت واحة ورياضٌ

مورقات وديمة هتَّانَهْ

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد