«الجزيرة »- عبدالله الحصان - بندر الأيداء

أثارت مجموعة من العملات الورقية السعودية المزورة اهتمام المدعوين في ندوة عقدتها مؤسسة النقد العربي السعودي حين وجدوا صعوبة بالغة في تمييزها عند مقارنتها بعملات غير مزيفة خلال التطبيق العملي الذي تلا شرحا تفصيليا للعلامات الأمنية لفئات الإصدار الخامس من العملات الورقية السعودية.

وكان خبير الطباعات الأمنية البريطاني السيد جون هاسلوب قد قام بتوزيع أوراقاً مزيفة من فئة الخمسمائة والمائة ريال سعودي على الحضور بعد محاضرة نظرية ألقاها بمقر المعهد المصرفي أمس بهدف مقارنتها بأخرى سليمة ومحاولة إبراز دور تلك العلامات في المساعدة على كشف التزوير في العملات الورقية وأكد هاسلوب خلال الندوة التي حملت عنوان: (العلامات الأمنية للإصدار الخامس والمستجدات الحديثة في مجال التزييف) استخدام المزورين لأحدث التقنيات وأدقها في سبيل الوصول إلى مستوى عالٍ من الدقة في التزوير الأمر الذي يزيد من صعوبة اكتشاف التزييف في تلك النقود وقال: شهدت أساليب التزييف تطورات كبيرة على الصعيد العالمي خلال العقدين الأخيرين حيث حلت ماسحات الألوان الضوئية المتناهية الدقة والطابعات الرقمية محل الآلات القديمة والطابعات العادية مشدداً على أهمية دور الإعلام والوعي الاجتماعي باستخدام العلامات الأمنية للعملات في كشف التزييف في الأوراق النقدية.

وتحتوي كل من فئة الخمسمائة والمائة والخمسين ريالا على ثماني علامات أمنية تمكن الشخص في التعرف على صحة تلك الأوراق وسلامتها بينما تحتوي كل من فئة العشرة والخمسة والريال على سبع علامات أمنية وتضمنت العلامات الأمنية لفئات الإصدار الخامس من العملات الورقية السعودية وجود البروز في الطباعة الذي يضيف ملمسا خشنا على وجه الأوراق النقدية ووجود الخيط المعدني المتقطع الذي يظهر رقم الفئة عند تعريضه لمصدر ضوء، كما تتميز العملات السليمة بوجود الرقم المائي الذي يحمل رقم الفئة أيضاً عند تعريضه لمصدر ضوء بالإضافة لوجود الكتابات الدقيقة التي يمكن رؤيتها باستخدام عدسة مكبرة والأشكال الفسفورية التي تظهر عند تعريض الورقة للأشعة فوق البنفسجية.

وقد دفعت صعوبة اكتشاف الفوارق بسهولة نتيجة مستوى التقارب الكبير بين العملات المزيفة والسليمة الموزعة على الحضور بعض مسؤولي التدريب في البنوك للمطالبة بعقد الدورات المناسبة من قبل (ساما) البنوك المحلية وزيادة الوعي لديهم حيث اقترح خالد المالكي مسؤول تدريب في بنك محلي توفير عدد من العملات المزورة لعرضها على الموظفين مع الشرح التفصيلي للعلامات الأمنية التي تتميز بها العملات وكيفية اكتشافها وقال في مداخلته خلال الندوة: قد لا تتمكن المؤسسة من توفير التوعية اللازمة في مقرها لأكثر من 6 آلاف مصرفي يتبعون لبنك واحد ويجب إيصال المعلومات لهم في مقر عملهم بالتنسيق مع إدارة البنك، وكان قد أكد السيد هاسلوب خلال الندوة أن العملة الورقية السعودية تتصدر العملات الخليجية بجانب العملة القطرية بمعدل العلامات الأمنية المستخدمة في عملاتها والذي بلغ 21 علامة أمنية.