سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) الأستاذ خالد بن حمد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... وبعد:
اطلعت في عدد (الجزيرة) رقم 13043 ليوم السبت الموافق 10 جمادى الآخرة 1429هـ على خبر في الصفحة ما قبل الأخيرة عنوانه: لجنة تربوية توصي بإبقاء الطلاب في المدارس بعد الاختبارات ومفاده: (أوصت لجنة تربوية وزارة التربية والتعليم بضرورة إبقاء الطلاب في مدارسهم بعد تأديتهم الامتحانات حفاظاً عليهم من المؤثرات الخارجية... إلخ) ولا يشك أحد أن سلامة أبنائنا الطلاب أثناء فترة الاختبارات هاجس يؤرق كل حريص عليهم، بل أشغل بال كل المهتمين بشؤون التربية والتعليم، كما أن ما وقع للطلاب من أضرار في الأرواح والممتلكات خلال السنوات الماضية جعل المختصين يبحثون عن الحلول الناجحة للقضاء على مثل تلك المفاسد، ولعل ما قامت به اللجنة ضرب من المحاولة لإيجاد الحلول المناسبة للحفاظ على أبنائنا الطلاب، ولكن لي وقفات على ما أوصت به اللجنة وهي كما يلي:
1- بعض المدارس غير مهيأة لبقاء الطلاب فيها فترة طويلة، لعدم وجود مظلات كافية تحميهم من أشعة الشمس، وأكثرها ليس فيها صالات مغلقة تفي بالغرض، أو مجهزة بتجهيزات مكتملة وراقية، حتى وإن وجدت صالات فهي تستخدم كقاعات للاختبارات.
2- لعلّه غاب على اللجنة أننا نعيش بأجواء مشمسة وحارة يصعب استغلالها باللعب والترفيه أثناء بقاء الطلاب بعد الاختبارات في المدارس.
3- مَن الذي سوف يشرف ويتابع الطلاب أثناء بقائهم بالساحات أو الصالات ولا سيما وأن المدارس عندئذ تكون مشغولة بسير الاختبارات من تصحيح ورصد ومراجعات لاستخراج النتائج، والمشغول لا يشغل، وبقاء الطلاب بمفردهم دون إشراف وأعدادهم هائلة مكمن الخطر وسبب لحدوث المشكلات.
4- الطالب مرهق من الاختبار لما بذله من جهد قبله وما سيبذله بعده، ومع هذا نسمح له باللعب لفترة طويلة تزيده عناء وتعباً، فيعود إلى المنزل مرهقاً ليس لديه القدرة على المذاكرة فيحتاج إلى وقت للراحة، ونكون بذلك قد أضعنا عليه وقت المذاكرة.
5- لماذا لا يتم التفكير بشكل آخر، بدلاً من تكليف المدارس ما لا تطيق وتحميلهم المسؤولية بزيادة الأعباء عليهم، فعلاج مثل هذه الظاهرة لا يقتصر على دور المدرسة فقط بل هو يمتد إلى جهات عدة من أهمها:
1- الأسرة وذلك بتوعيتها عبر وسائل الإعلام بضرورة متابعة أبنائها، والسؤال عنهم، والتأكد من حضورهم للمنزل بعد انتهاء الاختبارات مباشرة، وعدم تمكين أبنائهم من قيادة السيارات.
2- وزارة التربية والتعليم وعليها دور فعّال في تخفيف المعاناة وذلك ب:
- تقليل أيام فترة الاختبارات، فبعض المواد لا يوجد ما يمنع من اختبارها أثناء الدراسة في الأسبوع الأخير، حتى يتم الاختبار خلال أسبوع واحد فقط.
- تبدأ الاختبارات بعد الساعة الثامنة صباحاً.
- يختبر الطالب يومياً مادتين بحيث تنتهي الفترة الثانية الساعة الثانية عشرة ظهراً.
3- دور الدوريات الأمنية والمرور وهو من أهمها بمتابعتهم الجادة، وحضورهم المكثّف عند المدارس، وأماكن التجمّعات، والحزم مع من تسوّل له نفسه بالعبث بالسيارة.
محمود بن عبدالله القويحص