Al Jazirah NewsPaper Thursday  19/06/2008 G Issue 13048
الخميس 15 جمادىالآخرة 1429   العدد  13048
وماذا بعد يا فان باستن؟
إعداد - خالد بن عبدالرحمن الطياش

بعد أن أدهش محبي كرة القدم في العالم في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات بأهدافه التاريخية والحس التهديفي العالي الذي يمتلكه النجم الهولندي.. ها هو اليوم وبعد مرور ما يقارب العشرين عاماً من بداياته كلاعب مع آي سي ميلان الإيطالي يسير على نفس خطى التألق والإبداع في مجال كرة القدم.. لكنه هذه المرة كمدرب للمنتخب الهولندي.. نجح ماركو فان باستن منذُ انطلاق التصفيات الأولية لبطولة أوروبا في صنع فريق قوي ومتكامل الصفوف أدهش جميع متتبعي اليورو 2008م حتى نهاية دور المجموعات.. ليس غريباً أن ينجح ويتألق المدرب الهولندي الذي تتلمذ على يد أسطورة التدريب الإيطالي السابق أريغو ساكي والمدرب المخضرم فابيو كابيلو.. فقد سلح الفريق بمدافعين أقوياء وحارس خبير ولاعبين مقاتلين في وسط الميدان لا يكلون ولا يهدؤون عن الحركة.. وجناحين سريعين ورأس حربة متمكن ولاعبين احتياط بإمكانهم تغيير مجريات المباريات كما يشتهي المدرب الهولندي الرائع.

** فان باستن بعد الفوز على الطليان بالثلاثة وعلى الفرنسيين بالأربعة تحدث إلى وسائل الإعلام بعد سؤاله عن كيفية صناعته لهذا الفريق الهائل الذي من الصعب أن يتم قهره؟.. وقال: لعبنا بشكل جيد نتيجةً لانضباط اللاعبين بالتعليمات التي منحت لهم ولانسجام المنتخب الذي يعج بالمحترفين.. الانضباط التكتيكي واللعب الجماعي والحركة الدائمة مع الكرة ودون كرة والضغط على منافسينا في حال استحواذهم على الكرة هي العوامل التي تسلح بها المنتخب البرتقالي لقهر منافسيه.

** فان باستن المدعوم بقوة من قبل أسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف لم يكن مؤهلاً للنجاح لولا منحه الثقة كاملة من قبل الاتحاد الهولندي.. خصوصاً بعد الخروج المر من بطولة كأس العالم السابقة والمشاكل التي رافقت تلك المشاركة حينما رفض فان باستن إشراك هداف هولندا الأول (دون منافس) فان نيستلروي لتخطيه الحدود التي فرضها عليه المدرب الهولندي آنذاك.. أطراف النجاح بالإضافة للمدرب المميز هم بكل تأكيد خبراء وأساطير تؤخذ آراؤهم وانطباعاتهم بعين الاعتبار وكذلك اتحاد مميز ينظر بعين ثاقبة إلى مستقبل الكرة في بلاده.. وكذلك الإعلام الذي ركز على مستقبل المنتخب وتحفيزه للتطور وتحسين أدائه بدلاً من التجريح والتقليل في قرار الثقة الذي منح للمدرب فان باستن.

** يتساءل الكثيرون من خبراء كرة القدم بعد المستويات الهائلة التي قدمها المدرب الهولندي ماركو فان باستن.. (وماذا بعد يا فان باستن؟) هل سيحقق اللقب بعد توجه أغلب الترشيحات له.. أم أنه سيسقط في الأدوار النهائية؟.. وهل سيترك المنتخب بعد انتهاء البطولة ويتجه لتدريب نادي أياكس أمستردام كما أوضحت وسائل الإعلام أم أنه سيستمر في تدريب المنتخب المقبل على خوض التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم؟

** الاتحاد الهولندي قرر أن المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك الذي يكبر فان باستن بـ13 عاماً سيخلفه في حال تأكد رحيله لتدريب أياكس حيث رفض أن يدرب فان باستن المنتخب والنادي الهولندي في نفس الوقت.

** مدرب المنتخب الإسباني لويس أراغونيس نجح هو الآخر في إيجاد العنصر الذي تحدث عنه قبل انطلاق البطولة وهو عنصر السرعة والحيوية.. خصوصاً بعد إبعاده لنجم إسبانيا الأول راؤول غونزاليس نظراً إلى بطء حركته ولعدم إمكانيته خدمة الأسلوب الذي يلعب به المدرب العجوز.. نجاح أراغونيس جاء أيضاً بعد الثقة الكبيرة التي منحت له من الاتحاد الإسباني لكرة القدم.

** منح الثقة للمدرب الوطني ناصر الجوهر هو بالتأكيد خطوة إيجابية من قبل مسؤولي اتحاد كرة القدم في وطننا الحبيب.. ويجب النظر إلى مستقبل المنتخب المقبل على تصفيات قوية ومؤهلة إلى كأس العالم.. وفي حال النجاح والتأهل بإذن الله.. فهل سيستمر الجوهر في تدريب المنتخب في كأس العالم أم أنه سيتم التعاقد مع مدرب أجنبي؟

** في حال نية التعاقد مع مدرب أجنبي يقود المنتخب في كأس العالم فإنه من الأفضل بكل تأكيد أن تتم هذه الخطوة قبل انطلاق الموسم المقبل (أي قبل انطلاق التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم) حتى يتسنى له متابعة البطولات المحلية واختيار اللاعبين الذين يخدمون أسلوبه وطريقته في اللعب.

** أما إذا كانت النية هي استمرار ناصر الجوهر للإشراف على تدريب المنتخب في حال التأهل إلى كأس العالم المقبلة فإننا سنتذكر مشاركتنا في بطولة كأس العالم 2002م في كوريا واليابان.. وأتمنى أن لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.



Khaled_altayyash@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد