Al Jazirah NewsPaper Friday  20/06/2008 G Issue 13049
الجمعة 16 جمادىالآخرة 1429   العدد  13049
لماذا لا نعلم أطفالنا النظام
د. محسن الشيخ آل حسان - الرياض

أرسل لي صديقي (أبو زايد) الذي يقوم حاليا بزيارة بعض الدول الأوروبية ومن ضمنها (فرنسا) أرسل لي رسالة يقول لي فيها: بعد التحية.. أرسل لك من فرنسا، ولا أعتقد أن فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية غريبة عليك، بمعنى أنني لن أصف لك مناخها وأهم الأماكن السياحية فيها أو رومانسية الأجواء هنا، ولكنني سأخبرك بشيء ربما تجد فيه (مادة) صحفية فيها موضوع أو مقترح أو حتى حديث لقرائك الأكارم.

هذا هو ما أسمية (التربية على القانون) حيث إنه في كل دولة من الدول التي زرتها ومن ضمنها (فرنسا) أتيحت لي الفرصة لكي أقوم بزيارات لبعض مؤسسات التعليم وخاصة التعليم في المراحل الأولى، فوجدت أن التركيز هنا تعليم الأطفال على أن القانون له هيبته وقوته، وأن كسره يعتبر جريمة لها عواقبها الوخيمة.. ويكمل صديقي أبوزايد: لقد حضرت بعض (ورش العمل) التي دعيت إليها في بعض المدارس (الابتدائية وشاهدت بأم عيني كيف أن ضباطا في المرور يشرحون نظام القيادة وسلامة (المركبة) والإشارات، وكانوا يجيبون عن أسئلة الأطفال (المزعجة) بكل رحابة صدر وتقبل وبعد كل ورشة يقسم الأطفال إلى مجموعات ويتم نقلهم في سيارات المرور ليشهدوا تطبيق ما قيل لهم على أرض الواقع.

ويستمر (أبو زايد): وزرت المدارس الثانوية وكان النظام والقانون في أولويات منهاجها، وحتى في الجامعة لم يتركوا (النظام والقانون) بل لا يتخرج أي طالب أو طالبة في أية مرحلة من مراحل التعليم إلا وقد ختموا القوانين والأنظمة (عن ظهر قلب) وعرفوا كيف ومتى ولماذا وضعت دولهم هذه الأنظمة والقوانين.

وبعد قراءتي رسالة أبو زايد، تذكرت أنني شاركت في بعض مناسبات وزارة الداخلية في السنوات القليلة الماضية في المرور مثلاً والدفاع المدني وغيرهما، وكانت لهم زيارات لبعض المدارس (الابتدائية والمتوسطة) هدفها تثقيف وتوعية الطلاب والطالبات بأصول السلامة ومعرفة الكثير عن القيادة وأصولها والمحافظة على بعض الأنظمة والقوانين.

إن التربية على القانون تتطلب المزيد من التوعية وورش العمل والمحاضرات والندوات، وفرض نظام تعليمي وتربوي تنشأ به الأجيال على حب النظام والقانون والتمسك به وربطه بمعتقداتنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية ومظاهرنا وتراثنا العريق.

Farlimit@Farlimit.Com



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد