Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/06/2008 G Issue 13050
السبت 17 جمادىالآخرة 1429   العدد  13050
لما هو آت
المُنتَج....!
د. خيرية إبراهيم السقاف

كما الاستغراق في اللحظة عند الاستسلام لصمت اليوغا...

كما الاستسلام لغرق الفكرة...

أنت لا تحبذ أن تسقط غريقاً في البحر...

ولا أن تلتهمك الأسماك الكبيرة...

ولا أن تكون أرنباً تتلاعب بك الثعابين...

لكنك حتماً لن ترفض أن تذوب في فكرة تأخذ بتلابيب إعجابك... وتستنطق صمت دهشتك... وتذهب بغرقك

عمق بحرها...

الأفكار شياطين لا نقوى على تلابيبها لكنها تتحول لملائكة حين يكون البحر الذي تغرقنا فيه لا ثعابين فيه... ولسنا أرانب مبتلة من الخوف...

تستسلم لاستغراقك في رياضة اليوغا... كما يتمادى الفارس في مضمار كرِّه... يتباهى بسطوته على لجام فرسه... وعلى مسافة الطريق...

لكن ما منتج الغرق... وهبات الفكرة ... وطهر البحر,,,؟

ما منتجك من لحظات بين صمت ينتج... وغرق يطهر... وتفكير يمنح...؟

بعد العودة من استغراق اليوغا... تنهض بجسد أكثر لدونة وليونة...

وبنفس أشد بياضاً...

وبروح أقوى عزيمة...

وبذهن فضائي يمتد صفاؤه لينال مساماتك كلها...

تركض لعملك بجدية وتجديد...

بعد التفكير المغرق في بحره أبهذا تعود...؟

**

لست أحبذ الغرق وليس كل غرق مواتاً...

ولا أتعايش مع الثعابين... وليست كل الحيل ألعاب أرانب...

ولا أكره الأسماك الضخمة.. فليست كلها مفترسة...

لكن الحياة بحر...

وسطوة مائها تغرق...

وفيها الأرانب ومضامير الحيل وحبال الألعاب ممتدة...

وجحور الثعابين تختبئ في الرمل والجبال وعلى فروع الأشجار فوق الرؤوس تتمطى...

ومع كل هذا فإن الصباح الوضيء ببهجة النور وفسحة العبير ورطوبة الندى...

هو ماسحات ممتدة لفكرة استغراق في يوغا محرضة للحياة.... في حياة تصطخب بكل المتناقضات.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد