Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/06/2008 G Issue 13051
الأحد 18 جمادىالآخرة 1429   العدد  13051
جمعية (الحالات الحرجة)
د. زيد المحيميد(*)

معاناة وأزمة حقيقية وحرجة يعيشها المريض أو المريضة صغيراً كان أو كبيراً، ولا يستطيع أحياناً المستشفى في لحظة أو مكان ما من إمكانية العلاج، أو التخفيف من حدة الألم لعدم وجود الكادر الطبي المؤهل، أو عدم توافر الإمكانات في ذلك المستشفى أحياناً، وما يتطلبها علاج مثل هذه الحالات الصعبة.

ولا ننسى مقدار المعاناة التي يتعرض لها أهل المريض وذووه على أمل نقله فيما بعد إلى أحد المستشفيات الكبيرة ولو على حسابهم، وأصبحت المدن الكبيرة وخصوصاً العاصمة من هذا المنطلق مدينة تكتظ بالحالات الحرجة في جميع الأوقات. فكم من مريض أو مريضة قضى نحبه ومنهم من ينتظر وهم لا يزالون في محاولات من أجل الحصول على طوق النجاة، وهو سرير واحد فقط في هذا المستشفى أو ذاك، ولم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً في كثير من الأحيان لسبب أو لآخر. ومن أهم الأسباب عدم توافر الأسرة، ويؤكد ذلك الدكتور عبد الله الشميمري رئيس الجمعية السعودية لطب الرعاية الحرجة أن مجموع العناية المركزة في المملكة بالغة 2276 سريراً (جريدة الرياض، 14 جمادى الآخرة 1428هـ، العدد 14249)..... والأمثلة من تلك النماذج التي لم تستطع الحصول على سرير كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.

معظم الجمعيات الخيرية في العالم نشأت نتيجة لحالة طارئة تعرض لها جزء من العالم، كالحروب مثلاً، أو الأمراض المفاجئة، ونحن نتعرض وبشكل يومي في مستشفياتنا لحالة طارئة لمريض أو مريضة، ومثل تلك الحالات تستدعي وجوداً تبذل جهوداً في سبيل تأمين العلاج اللازم وتذليل العقبات التي تقف حائلاً وراء ذلك سواء أكانت عقبات إدارية روتينية أو مالية أو غيرها. ومن هذا المنطلق أتت فكرة هذه المقالة، إذ أرى أهمية تأسيس جمعية خيرية غير ربحية لهؤلاء النوعية من المرضى الذين لا تمكنهم ظروفهم صحية كانت أو مالية من العلاج بالداخل أو الخارج، وقد لا تتوافر إمكانات علاجهم في مستشفياتنا ناهيك عن قائمة الانتظار الطويلة. ومن الممكن تسمية تلك الجمعية التي أدعو إلى تأسيسها ب(جمعية الحالات الحرجة). فرسالة الجمعية مساعدة المريض على إيجاد وسيلة ملائمة لعلاجه، وتقديم أفضل الخدمات الصحية له، ورؤيتها تتمثل في أنها تسعى لأن تكون الداعم الرئيس للحالات الحرجة في المملكة، التي من الممكن علاجها داخل المملكة أو خارجها. وتهدف الجمعية إلى أهداف سامية، ونبيلة منها:

* تتبع الحالات المرضية الحرجة في ضوء الإمكانات الطبية المتوافرة لتحديد الفجوة والتنسيق مع الجهات المختصة لتقديم الدعم اللازم لبناء مستشفيات أو مراكز تقدم الخدمات العلاجية المطلوبة لتلك الحالات مع مراعاة التوزيع الجغرافي لتلك الحالات حتى يقلل من الحاجة إلى عملية النقل لتلك الحالات الحرجة.

* العمل على توفير بعض التجهيزات المتطورة لمرضى الحالات الطارئة التي تتسم بأعلى معايير الجودة.

* استقطاب أطباء أكفاء على حساب الجمعية سواء من داخل المملكة أو خارجها لإجراء العمليات الضرورية في تلك المراكز كل حسب تخصصه لعلاج الحالات الحرجة لبعض المرضى التي تستدعي أوضاعهم الصحية ذلك.

* العمل على إقامة محاضرات توعوية متخصصة حول الأمراض الخطيرة والحالات الحرجة كالأورام السرطانية وتليف الكبد والجلطات بأنواعها والطرق الوقائية.

* التعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها من المراكز المشابهة، لتأمين اللازم للحالات الحرجة.

* الاشتراك ببعض الجمعيات الرائدة في هذا المجال مثل جمعية (هامفورم) الألمانية.

* إعداد ونشر المجلات لبحث القضايا المتصلة بمجالات اهتمام الجمعية.

* تمويل الدراسات العلمية لبعض الأمراض الخطيرة مثل أمراض الكبد، والسرطان.

* دعم مشروع فحص طلاب التعليم العام والعالي عن بعض الأمراض كأمراض الدم الوراثية، ودعم برامج الكشف المبكر للحد من احتمالات الإصابة بالأمراض الخطيرة.

* توفير الظروف المناسبة لرعاية المرضى وأسرهم، وتقديم الدعم اللازم للمريض لعلاجه في مراكز رجال الأعمال في المستشفيات الكبيرة في حالة عدم توفر سرير في المستشفيات الحكومية وعدم قدرة المريض على تحمل التكاليف.

* تأسيس موقع نموذجي بالإنترنت، وفيه جميع المعلومات والخدمات اللازمة لتعريف بالجمعية وتقديم النوعية.

وأقترح إقامة حفل سنوي لتكريم من قدموا خدمات نبيلة للجمعية سواء أكانت معنوية أو مالية أو غير ذلك، على أن يشرف الحفل كبار المسؤولين....

إن (جمعية الحالات الحرجة) سوف تتوجه إلى الإنسان الذي يتألم ويحتاج لمن يخفف عنه ألمه، وسوف تجعل محاولة علاجه وبالتالي شفاؤه محط اهتمامها متبعة في ذلك أفضل الوسائل والخطط العملية الطبية الحديثة، وتقوم بذلك وفق هدى من شرع الله عز وجل ثم ما توفره لنا حكومتنا الرشيدة من دعم واهتمام للجمعيات الخيرية، فهل نرى من يبادر لدعم تأسيس مثل هذه الجمعية الخيرية لتنظم إلى أخواتها العاملة في مختلف المجالات....؟.

* كاتب وأكاديمي سعودي


zeidlolo@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد