Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/06/2008 G Issue 13051
الأحد 18 جمادىالآخرة 1429   العدد  13051
المنشود
ثقافة العنف، وثقافة الابتكار!!
رقية سليمان الهويريني

توفيت طفلة أردنية في التاسعة من عمرها بعد أن ضربها شقيقها البالغ من العمر 13عاماً بالعصا إثر شجار وقع بينهما أثناء رعيهما الأغنام في محافظة إربد شمال الأردن. ونقلت صحيفتا الغد والدستور عن مصدر أمني أن ذوي الطفلة أحضروها إلى المستشفى وهي تعاني من إصابات عدة في أنحاء مختلفة من جسدها. واعترف شقيق الطفلة أمام الأجهزة الأمنية بضربها بعصا غليظة جراء شجار بينهما.

وفي الوقت ذاته نقلت صحيفة (ذي سترايتس تايمز) أن الطفل السنغافوري (أينان كاولي) أصبح أصغر طالب في قسم الكيمياء التابع لجامعة العلوم التطبيقية في سنغافورة بعد أن طبقت عليه الجامعة قواعد القبول فتجاوزها بتفوق، على الرغم أنه لم يتجاوز الثامنة من عمره!!

ومن بين الإنجازات التي حققها هذا الطفل المعجزة في مجال الكيمياء، ابتكار عطر برائحة مميزة من خلال مزج عناصر كيميائية بكميات دقيقة.

ويقول (فالنتين كاولي) والد الطفل: (نعتزم إكسابه المهارات الضرورية لأي عالم، ونحرص على حضوره كل البرامج الدراسية المعملية في مجال الكيمياء).

وبين طفلي الأردن وطفل سنغافورة بالإضافة إلى طفلي حائل وجازان اللذين تم زفافهما قبل البلوغ، وما قد يقوده هذا الزواج المبكر من مشكلات، يظهر الفرق شاسعاً بين العرب وغيرهم من الشعوب.

حيث يعد بعض العرب أبناءهم ويربونهم إما على العنف أو على الإنجاب والتكاثر فقط دون إعدادهم ليكونوا أهلاً للمسؤولية والأمانة التي سوف يتحملونها!

ولقد حزنت كثيراً على تلك الطفلة التي مارس شقيقها بحقها أقسى أنواع العنف وضربها بعصا غليظة، وما رافق ذلك من روع وذعر، وما تبعه من لحظات مريرة من خوف ورعب!

فأي ثقافة تشرَّبها هذا الصبي وترعرع عليها لينكِّل بأخته أشد تنكيل وأقسى تعذيب؟! وهي شقيقته ورفيقته برعي الغنم؟! على رغم ما يمنحه الرعي لصاحبه من تعوُّد على الصبر، وسعة الصدر وهو أحد الأعمال الجميلة اللطيفة، بل هي مهنة الأنبياء والصالحين!

ولعلنا لا نطيل بالمقارنة بين أطفال العرب وأطفال الشرق أو الغرب.

ففي حين تعد الأسرة السنغافورية ابنها ليكون عالماً مع إكسابه المهارات الضرورية التي تليق بالعالِم، وتنشئته لحمل لواء التعليم وجعله وساماً وتميزاً! يسعى بعض العرب لتربية أبنائهم على حمل العصا كأحد معاني الرجولة ووسيلة للدفاع عن النفس لدرجة الاعتداء.

ويهون الأمر حين يكون هناك تكافؤ جسدي وعضلي بين الطرفين.

أما أن يكون بين رجل وزوجته، أو أخ وأخته، وأب وابنته، فإنه - وربي- منتهى درجات القسوة وأعتى أشكال الغلظة وأشد حالات التخلف!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342










لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد