Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/06/2008 G Issue 13051
الأحد 18 جمادىالآخرة 1429   العدد  13051
بعد أن اكتظ منبر (الملف الساخن) بالمنظرين حول الأسباب
أنظار العالم تتجه إلى جدة ترقباً (لفك شفرة) أسعار النفط المرتفعة

«الجزيرة» - الاقتصاد

وسط ترقب الأوساط العالمية لما يمكن أن تحدثه مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرامية لدراسة وقراءة واقع سوق النفط الراهن، تتطلع المملكة أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم إلى استقرار أسعاره في السوق العالمية بما يحفظ مصالح المنتجين والمستهلكين معاً وبما يعزز استمرار نمو الاقتصاد العالمي ويحقق الرفاهية لشعوب العالم.

ويعد اجتماع جدة للطاقة الذي اعتبره العديد من الخبراء والمتابعين مبادرة لإيجاد حللول فعالة لأزمة الأسعار التي كثر حولها الجدل وتحولت إلى منبر اكتظ بالمنظرين كما أنه يعد جزءاً من مبادرات المملكة الدولية في مثل هذه الأزمات حيث إن لها تجارب متدرجة ومتراكمة مبنية على قاعدة المصالح المشتركة والحوار البناء والاعتماد المتبادل بين الدول المنتجة والمستهلكة للبترول.

وسيناقش الاجتماع اليوم وضع السوق البترولية الدولية، والارتفاع الحالي لأسعار النفط، وكيفية تعاون الدول المنتجة والمستهلكة والمنظمات الدولية ذات العلاقة، وشركات البترول الرئيسة من أجل التعامل مع هذه الظاهرة التي يرى المراقبون أنه ليس لها ما يبررها من حيث المعطيات البترولية وأساسيات السوق، واقتراح الحلول المناسبة للتعامل معها. وتجسد مواقف المملكة رغبتها الصادقة في استقرار السوق وتوازن العرض والطلب واستمرارية تدفق النفط بأمان إلى المستهلكين.

وأثمرت مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المستوى الدولي عن إنشاء الأمانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي في الرياض التي تعد أبرز أهدافها وضع أسس واضحة للتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة للبترول والعمل على إيجاد حلول للصعوبات التي تواجه هذا التعاون وتحسين آلية عمل السوق البترولية الدولية من حيث تبادل معلومات الإحصائيات البترولية لضمان الشفافية والاستقرار.

ويشارك في الاجتماع الذي سيفتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود 35 دولة على مستوى رؤساء حكومات ووزراء النفط وكبار المسؤولين من الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والدول المنتجة الرئيسة من خارج الأوبك، ومن ضمنها: روسيا والنرويج والمكسيك والبرازيل بالإضافة إلى الدول المستهلكة الرئيسة وهي أمريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا واليابان والصين والهند وجنوب إفريقيا، وغيرهم، إلى جانب حضور ممثلين عن أكثر من 25 شركة بترولية عالمية، وسبع منظمات دولية من بينها الأمانة العامة لمنتدى الطاقة، ومنظمة أوبك، ووكالة الطاقة الدولية، والمفوضية الأوروبية للطاقة وصندوق النقد الدولي.

وتسعى المملكة من خلال موقعها المؤثر في سوق النفط العالمي إلى إعداد طبخة على نار هادئة عبر هذا الاجتماع يتفاءل محللون ومتابعون بأنها ربما تكون بارقة أمل لإنقاذ الاقتصاد العالمي من مأزق النفط الذي يعد أبرز المؤثرين على مسيرته وهو ذات الملف الساخن الذي ظل يتجاذبه المنتجون والمستهلكون والمنظمات والخبراء والباحثون مؤخراً، ورغم الجدل الواسع حول المتسبب في ما يحدث لبرميل النفط من قفزات عالية يحاول كل طرف أن يلقي بالمسؤولية على الآخر بمبررات مختلفة ويرى الخبراء بأن مبادرة الملك عبدالله بدعوة المنتجين والمستهلكين على طاولة حوار واحدة ربما تمثل حلاً للجدل الدائر حول أزمة النفط والأسعار.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد