المكرم سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفقه الله.تحية طيبة ومزيد من التقدير والاحترام وبعد..
أطلعت على ما نشر في صحيفتكم من مقالات قيمة عن السياحة الداخلية. وتعقيباً على ذلك أقول: إن السياحة تعتبر مصدرا من مصادر الاقتصاد المهمة لمعظم البلاد في العالم، وأغلب بلدان العالم تعتمد اعتمادا رئيساً على السياحة كمصدر لاقتصادها الوطني ويظهر التنافس السياحي بين هذه الدول قائما وذلك بتفعيل السياحة، وتقديم الأفضل لجذب أكبر عدد من السياح لمشاهدة ما تحتويه من مناطق سياحية جميلة، وما تمتاز به من أماكن أثرية أو تاريخية، وإن بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية تعتبر من أغنى دول العالم، وفي طليعة دول العالم بما تملكه من أماكن أثرية وتاريخية ومناطق سياحية مختلفة ومثيرة وجذابة، وقد أعطى الكثير من هذه الآثار التاريخية والسياحة نصيبها من الرعاية والاهتمام، والتطوير السياحي في كثير من مناطق بلادنا الواسعة، ولم تستغل اقتصاديا معالم أثرية ومدن سياحية في بعض المناطق، مع العلم أن أغلب مدن بلادي قد سطر الماضي تراثه على بيوتها القديمة، ونقش حضارته على جبالها وحصونها وربط التراث الماضي العريق بأصالة الحاضر المشرق وجماله الزاهي، ومن مصائف بلادي السياحية الطائف زين المصائف وأبها البهية بجمالها والباحة الفواحة بأريجها وبلجرشي والنماص وتنومة وتهامة بكاملها من جدة حتى جيزان بالإضافة إلى بقية مناطق المملكة الحافلة بالأماكن السياحية، ولصناعة هذه السياحة في مملكتنا الغالية ينبغي الوعي والترشيد السياحي من المواطنين، وتفعيل هذه الكنوز والمشاريع السياحية من قبل الشركات، وربط هذه المعالم الأثرية، والسياحية بطرق واضحة، وتوفير الخدمات فيها، وتكثيف البرامج السياحية، وتسليط الأضواء على هذه المعالم السياحية، لا سيما أن هذه السياحة أخذت تسير بخطى سريعة نحو التقدم والتطوير والازدهار وذلك بسبب الرعاية والاهتمام من الدولة حفظها الله، وتنشط هذه السياحة الداخلية في الصيف وبداية الإجازة الصيفية التي تشغل بال الأسرة والطلبة والموظفين والتي تأتي بعد موسم طويل من العمل والدراسة فتبدأ الأسر والأفراد بالاستعداد لهذا الموسم السنوي الهام لأنه يمثل راحة الموظف والطالب ورب الأسرة بعد عناء طويل من التعب فتكون هذه الإجازة بمثابة المكافأة والراحة لمعظم فئات المجتمع ينتظرها الجميع بشوق، ويحرصون عليها فالسياحة الداخلية آمنة في وطن الأمن والإيمان، ويأمن الإنسان فيها على نفسه ودينه وعرضه وماله، وهي أفضل بكثير من السياحة الخارجية، التي أثقلت وما زالت تثقل كواهل الأسر بالديون والمشقة والعناء، والتقليد لصديق من الناس أو فلان، وقد تعود هذه الأسر بسلوكيات وصفات سيئة تخالف نهجنا وقيمنا السامية.
عبدالعزيز السلامة أوثال