سعادة رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة)
الأستاذ خالد بن حمد المالك.. وفقه الله،
تأملت ما كتبه الأخ سهم بن ضاوي الدعجاني، حول وزارة الصحة في جريدتنا (الجزيرة) في العدد (13040) الصادر يوم الأربعاء 7-6-1429هـ فأقول:
ما تضطلع به وزارة الصحة من أعمال يدل دلالة واضحة على أن الحمل ثقيل، والمسؤولية عظيمة، والأمر أعظم مما يتصوره الكاتب، فالنقد سهل، والتنظير أسهل، وبمقدور أي واحد أن يصوب ويخطئ كيف شاء، ولست بهذا أقف في صف أحد. بقدر ما أقول: إن الخطأ وراد، والتقصير حاصل، والكمال عزيز، والعصمة ليست إلا للأنبياء والمسؤول مجتهد، والظن في وزير الصحة معالي الدكتور حمد بن عبدالله المانع خيراً، وأنه أهل لما أسند إليه من عمل، وأنه مجتهد يبذل ويسعى، ويقدم ويؤخر، وإذا أردنا أن نعالج الأخطاء ونسعى في الإصلاح، فلنترك خلف ظهورنا حالة أو حالتين، أو زلة أو زلتين فإن العبرة ليست بما وقع لك، أو لعديلك، أو زيد من الناس، إنما العبرة بالعموم وليس لي ولك أن نحكم على وزارة من خلال موقف أو مواقف أو حالة حدثت هنا أو هناك، وخلاصة القول والمقال. أني أؤيد ما اقترحه الأخ سهم، جعله الله سهم خير، من ذلك:
أولاً: محاسبة الموظف المقصر في أي مستشفى كان، لا تكون بالنقل والإبعاد فقط، لابد من جزاء رادع.
ثانياً: توفير حاضنات للأطفال حديثي الولادة، قدر الإمكان، مع دراسة أن الوضع الحالي لا يفي بالمطلوب.
ثالثاً: التنسيق مع بعض مستشفيات القطاع الخاص بقبول حالات الولادة الحرجة بعد إحالتها من مستشفى حكومي لا يتوفر فيه حاضنات، ثم بعد قبولها تتم المطالبة من قبل المستشفى الخاص للحكومي، حتى لا تكون الضحية المواطنة. وأخيراً أحب أن أهمس في أذن معالي وزير الصحة فأقول: كما هي الملحوظات في مدينة الرياض فإن الوطن الكبير (المملكة) ما زال بحاجة ماسة للاهتمام في سائر مستشفيات الولادة، ولاشك أن للوزير نائباً في كل منطقة، يقدم ويؤخر، يبدي ويعيد، يطالب لهذه المنطقة وتلك المحافظة، وهنا أحب أن أتحدث عن منطقة القصيم (مستشفى الولادة ببريدة).
الذي لا يزال يئن من كثرة ضيوفه، زادهم الله كثرة وعافية، حيث لا يستطيع استضافتهم لقلة ذات اليد وصغر مبناه، والنساء -أعانهن الله- يردن إليه من كل حدب وصوب، من سائر محافظات المنطقة، بل من خارج القصيم، حتى ضاقت بهن غرف المبنى، والناس مستبشرون بالمبنى الجديد، وهو قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء، ولكن يا معالي الوزير هل سيواكب زيادة المبنى زيادة في الأطباء والكوادر البشرية، والأجهزة، والإمكانات، أم الزيادة في الغرف والأسرّة فقط؟
هذا ما أود السؤال عنه.
إن زيادة الغرف والسرر وحدها لا تكفي، والأمل كبير في معاليكم مراعاة هذا الأمر، كما أود أن تعطوا نوابكم في كل منطقة فرصة للتطوير والتجديد، والإنتاج والإبداع، وهنا أذكر أنه لما عمل وجد واجتهد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة القصيم الدكتور هشام ناضره، وفهم المنطقة وحوائجها، تم نقله ليبدأ من جديد ولاشك أنه نقل إلى منطقة أهم وأولى، والشكر لخلفه الدكتور عاطف سرور، فهو ذو همة عالية وأخيراً أقول: ما أحسن أن يعطى المسؤول فرصة في كل منطقة ليقدم ويؤخر.. الخ، مع تقديري لما يضطلع به معاليكم من أعمال جسام ومسؤولية كبرى.
دمتم معاليكم بخير وعافية
والله أسأل لكم الإعانة والسداد
فهد بن سليمان التويجري