Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/06/2008 G Issue 13053
الثلاثاء 20 جمادىالآخرة 1429   العدد  13053
نصيب كلية المعلمين من (كعكة) التطوير
د. عبد العزيز بن سعود العمر

إلى معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان.. يعلم معاليكم أن التعليم النوعي المميز أصبح اليوم هو خيارنا التنموي الوحيد لكي نصنع مجتمع المعرفة الذي تبشر به، ولكي نحقق الريادة العالمية التي نتطلع نحن وإياك إليها، ويعلم معاليكم أن التعليم الابتدائي - تحديداً - هو الذي يشكِّل الركيزة والقاعدة الأساسية لأي تعليم وتدريب مستقبلي، ويعلم معاليكم أيضاً أن معلم المرحلة الابتدائية هو القوة الضاربة في التعليم. ونظراً لأن كلية المعلمين هي الجهة المتخصصة في إعداد معلم المرحلة الابتدائية، فإننا نخلص من كل ذلك إلى أن كلية المعلمين هي رقم أساسي وجوهري في معادلة التنمية الوطنية لبلادنا، وهي بذلك تستحق أن تكون على رأس قائمة أجندتكم التطويرية، وأجزم إنها كذلك. ولقد أتى انضمام كلية المعلمين إلى منظومة التعليم العالي ليؤكد الرغبة الوطنية الصادقة في إصلاح برامجها وتحسين مخرجاتها.

معالي المدير.. بصفتي عضو هيئة تدريس أمضيت ما يقارب من ربع قرن في العمل بكلية المعلمين وزرت كليات معلمين مميزة في الشرق والغرب، فإنني أزعم أنني على معرفة متعمقة بتفاصيل واقع هذه الكلية. لقد كانت هذه الكلية ولا زالت قبلة لي في مجال البحث العلمي، فوجهت جزءاً مهماً من اطلاعي العلمي وشطراً كبيراً من جهودي البحثية المنشورة تجاه هذا الكيان التربوي. ويسرني هنا أن أنقل لمعاليكم صادقاً أن خلاصة كل هذه الجهود تؤكد دائماً أن برامج كلية المعلمين ومخرجاتها هي حالياً دون الطموح بكثير، ولا يزال أمام هذه الكلية مسافة طويلة جداً يجب ركضها لتقترب - ولا أقول تصل- من مستوى كليات معلمين عالمية معتبرة. ولا بد أن أنوه هنا أن هذا الحديث لا يقلل إطلاقاً من جهود قيادات أكاديمية وإدارية مميزة تعاقبت على هذا الكيان التربوي. إن ما أوردته هنا عن كلية المعلمين يا معالي المدير ليس انطباعاً فردياً، ولا هو نتاج موقف شخصي عابر، بل هو نتيجة دراسة وقراءة علمية فاحصة ومتأنية لواقع هذه الكلية التي هي اليوم في أمس الحاجة إلى أن تكون جزءاً من قاطرة التطوير التي انطلقت تحت قيادتكم الموفقة بإذن الله. وأخيراً أود أن أوكد لمعاليكم أن حالنا التربوي والتنموي لم يعد يحتمل تخريج مزيد من المعلمين ذوي الأداء المهني المتدني، وبالتالي فإن ما تقدمونه من جهد من أجل إصلاح برامج كلية المعلمين ورفع درجة تمكن مخرجاتها سوف يحقق مصلحة وطنية عظيمة. إني أراهن أن أي تنمية وطنية لا تمر على معلم مرحلة ابتدائية متمكن ستخطئ أهدافها حتماً، مهما كان حجم الجهود التطويرية الأخرى.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5728 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد