Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/06/2008 G Issue 13053
الثلاثاء 20 جمادىالآخرة 1429   العدد  13053
من المحرر
ما ذنب أطفالكم؟!!
عمرو بن عبد العزيز الماضي

لا يوجد منظر غير حضاري أكثر من إنسان يدخن في سيارته مقفلة النوافذ المليئة بأطفاله الأبرياء الذي لا يتجاوز عمر الصغير أسبوعه الثالث! ما ذنب زوجته المسكينة وأسرته وأطفاله، إذا كان معتادا أن يشعل سيجارته داخل منزله وبين أطفاله دون أن ينظر إلى ما قد يسببه ذلك من ضرر على أسرته؟! وللأسف الشديد أن من يمارس ذلك لا يعرف أن للآخرين حقوقا لابد من مراعاتها، وأن الأسرة أمانة لابد من المحافظة عليها، أو الإضرار بها!! فالأطفال من أكثر الفئات المتضررة بالتدخين السلبي، وكذلك الأم فهو يسبب الإجهاض وموت الجنين، وهناك احتمالية أن يتسبب بإصابة الجنين بتشوهات خلقية، وأتمنى أن يعرف من يدخنون بين أطفالهم أن الطفل أكثر المتضررين، نظرا لصغر حجم رئة الطفل وعدم اكتمال نمو الجهاز المناعي لديهم، فهم معرضون للأمراض التي يسببها التدخين من حولهم أكثر من غيرهم من الفئات العمرية، حيث يصاب الأطفال بكثير من الأمراض بسبب تصرفات الأب غير المسؤولة، وتكون زوجة المدخن معرضة للإصابة بسرطان الرئة أكثر بـ 3 أضعاف من المرأة التي تعيش في جو خال من التدخين. فالدخان المتصاعد من السيجارة يحتوي على 4.000 مادة الكثير منها مواد مسرطنة.

وقد أكد تقرير صادر عن مركز الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية للدول الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن واردات المملكة العربية السعودية من السجائر وصلت إلى 434 مليون دولار حيث تحتل المرتبة الأولى بين الدول الإسلامية وتعقبها إيران بـ 314 مليون دولار، وأذربيجان بـ 77 مليون دولار والمغرب 63 مليون دولار وألبانيا 48 مليون دولار. وهذا مما يدل على انتشار التدخين على نطاق واسع مما يستلزم وضع المزيد من القيود والأنظمة، كما تم حول قرار منعه قبل سنوات في الأجهزة الحكومية، ونتمنى أن يمنع في الأماكن العامة ووسائل النقل، إضافة إلى رفع الرسوم الجمركية على السجائر، فجميع السلع والمنتجات شهدت ارتفاعاً كبيراً وملحوظاً ما عدا السجائر التي لم تتغير أسعارها مما يعني حرص شركات التبغ على الانتشار، وبخاصة بين الشباب وصغار السن.

نتمنى أن تتكاتف الجهود لإعداد وتنفيذ حملات التوعية للمدخنين بأضرار هذه العادة التي كانت تمارس في الدول الغربية في الستينيات بشكل كبير، فقلت بشكل كبير الآن بسبب الوعي بأضرارها، ولم تعد تتركز إلا في الدول النامية. إن وسائل الإعلام مطالبة بلعب دور أكبر ليس في محاربة هذه العادة بل في إظهار مخاطرها التي يعتقد البعض عدم وجودها، أو حتى تأثير التدخين على صحته لأنه يرى أن أناسا لم يصابوا بالأمراض بعد سنوات طويلة من التدخين. ومن جانب آخر يعتقد المدخن أنه وصل إلى مرحلة من إدمان السجائر لا يستطيع الانفكاك منها وهو في الحقيقة يخدع نفسه بهذه القناعة، لكونه اعتاد على ممارسة هذه العادة ولو أجبر المدخن نفسه واستطاع أن يتوقف ثلاثة أيام فقط عن ممارسة عادة التدخين لوجد أنه كان مخطئا في تصوره وأن الإقلاع عن هذه العادة أبسط مما كان يتصور، وسيلاحظ الفرق بعد ترك التدخين بأيام من خلال رائحة ملابسه، وانتظام نومه، وتنفسه ولون بشرته ورائحة وطعم فمه. وقد قرأت مؤخرا معلومات قيمة عن آثار الإقلاع عن التدخين فبعد عشرين دقيقة من الإقلاع عن التدخين يصبح الدم طبيعياً، وتعود ضربات القلب وحرارة الجسم لمعدلها الطبيعي، وبعد ثمان ساعات تبدأ مادة أول أكسيد الكربون السامة في الاختفاء من الدم، وتبدأ نسبة الأوكسجين بالتزايد، وبعد 24 ساعة تقل فرص حدوث الأزمات القلبية، وبعد 48 ساعة تبدأ أعصاب الشخص في التكيف على اختفاء النيكوتين ويبدأ التحسن في حاستي الشم والذوق، وبعد 72 ساعة يحدث تحسن في الدورة الدموية وسهولة في التنفس، وبعد 14 إلى 90 يوما تتحسن الدورة الدموية بشكل كبير ولا يحس المتوقف عن التدخين بالتعب أثناء المشي كما كان حال تدخينه وتتحسن وظائف الرئة بنحو 30% مع اختفاء النيكوتين تماما من الدم، وبعد 9 أشهر تختفي الكحة والشعور بالتعب وتزيد طاقة الجسم ويختفي القطران من الرئة، وبعد سنة واحدة تقل بمشيئة الله احتمالات الوفاة التي تسببها أمراض القلب ويقل احتمال سرطان الرئة والحنجرة والفم والمريء والمثانة ويكون المعدل هو نفسه عند غير المدخن.

حاول أن تتوقف من الآن عن التدخين...

الأمر أبسط بكثير مما تظن...

قرر قبل أن تتلف السيجارة شرايينك ورئتيك...

فالسيجارة هي السبب الأول ليس لسرطان الرئة فقط بل المعدة والقولون والمخ...

صحتك وأطفالك أمانة لدية...

لا تفكر في عادة تعتقد أنها (كيف) لا يمكن التخلص منه!!

أو متعة لا يمكن تعويضها...!!

فلمن ستترك أطفالك الأبرياء إذا نخر المرض جسدك؟!

قرار صحتك بيدك...

أنت من يقرر...

لأنك أنت من سيدفع الثمن...

حاول إكراما لدينك.. ونفسك... وعائلتك...

حاول من الآن... وصدقني..

ستتمنى أنك أقدمت على هذه الخطوة منذ سنوات...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5324 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد