Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/06/2008 G Issue 13057
السبت 24 جمادىالآخرة 1429   العدد  13057
أضواء
المخدرات.. تدمير للقيم وهدم للمجتمعات
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أثار خبر نشرته (الجزيرة) قبل أيام عن وحش بشري اعتاد اغتصاب ابنته وصديقتها على مدى عدة سنين أثار استياء الجميع، هذا الوحش البشري من دولة عربية مجاورة، وقد كشفت الأجهزة الأمنية لتلك الدولة عن الواقعة التي هزت مجتمعها، وجعلت الأوساط الفكرية وعلماء المجتمع والنفس والعلماء يدرسون أبعاد هذه الجريمة التي لا حاجة لتتبع أسبابها إذا ما علمنا بأن ذلك الوحش يتعاطى المخدرات، فقد حولته المخدرات إلى وحش كاسر يتخلى عن كل النوازع البشرية والسلوكية الخيرة، فالمخدرات تذهب بالعقل وتحول المتعاطي إلى إنسان مجرد من الأخلاق والقيم، وإذا ما علمنا بأن مرتكب جريمة اغتصاب ابنته مهندس، أي أنه إنسان تلقى مستوى عالياً من التعليم، نرى كيف حوّلته المخدرات إلى إنسان متوحش، جاهل، ومجرم يرتكب جرائمه ضد أقرب الناس إليه.

وهكذا فإن المخدرات خطرها داهم على المجتمعات وعلى العوائل وعلى مستعمليها أنفسهم.

وحتى يومنا هذا، ما زالت المخدرات تدمر حياة البعض وتولد الجريمة وتهدد التنمية المستدامة. لكننا أصبحنا أيضاً أكثر فهماً لسبل التصدي لتعاطي المخدرات والاتجار بها. وأصبح بوسع صانعي السياسات الاستنارة بمجموعة متنامية من الأدلة بشأن الارتهان واتجاهات تعاطي المخدرات. والتعاون الدولي والمساعدة التقنية يسهمان في تحسين القدرات في مجال إنفاذ القانون، وزيادة المساعدة الإنمائية تعين على الحد من الفقر ومن بيع المحاصيل غير المشروعة، وذلك بمنح المزارعين بدائل مستدامة. كما أن زيادة التركيز على الوقاية والعلاج يضع الصحة في صميم إستراتيجيات مكافحة المخدرات ويساعد على إبطاء وتيرة تفشي فيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز). ويتزايد توافق الآراء، سواء داخل المجتمعات المحلية أو فيما بين الدول، على أن مكافحة المخدرات مسؤولية مشتركة نضطلع جميعاً بدور فيها.

وهنا في المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من وجود عدد من المتعاطين نتيجة استهداف شباب هذا البلد ضمن مخطط خبيث يستهدف البلدان العربية والإسلامية والدول النامية بشكل خاص، إلا أن الجهود الخيرة التي تبذلها أجهزة مكافحة المخدرات، والقوانين التي سنت لمواجهة هذا الوباء قد حدّت كثيراً من انتشار هذه الظاهرة، كما ساهمت الإجراءات الحكيمة في التعامل مع المتعاطين وعلاجهم في إعادة العديد من الشباب إلى حياتهم العادية بعد أن منَّ الله عليهم بالشفاء ورعاية الدولة لهم بالعلاج والمتابعة.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد