Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/06/2008 G Issue 13057
السبت 24 جمادىالآخرة 1429   العدد  13057
مجداف
تمويل الإرهاب بأموال الأضاحي!!
فضل بن سعد البوعينين

اطلعت على طرق كثيرة غير تقليدية لتمويل الإرهاب، إلا أنني لم أتوقع أن تستغل كوبونات الأضاحي في تمويل العمليات الإرهابية. كوبانات الأضاحي يمكن تصنيفها ضمن الطرق السهلة الممتنعة على التكفيريين. هي سهلة التنفيذ دون شك، إلاّ أنّها ممتنعة لإمكانية تسببها في هز ثقة المُجَنّدِين بقادتهم المحليين. جماعات التمويل يمكن تصنيفها، حسب علمها بمصارف الأموال المحصلة داخليا، إلى جماعة مُدركة وأخرى جاهلة مُستَغَلة. الجماعات المدركة لا تحتاج إلى مسوغات شرعية لقيامها بعمليات جمع الأموال، فمن يقتل مسلماً بريئاً، لن يبحث عن مبررات تجيز له مصادرة أموال (النُسُك) التي يتقرّب بها العبد إلى الله. أما بعض أفراد الجماعات المُستَغَله، فهم يحتاجون إلى مسوغات شرعيه تمكنهم من الانخراط في جمع الأموال، وتسليمها قادتهم الذين يعتقدون فيهم (العلم، الثقة، والصلاح).

بعض أفراد الجماعات المُستَغَلة لا يمكنها قبول تمويل العمليات الإرهابية المكشوفة لذا يجتهد زعمائهم في (تأصيل العمليات المستهدفة) أو إخفاء حقيقتها من أجل ضمان تعاونهم الذي يكفل للتكفيريين توفير الأموال، والبعد عن دائرة المراقبة. هذه الجماعات المُستَغَلة تتعرّض إلى عمليات استغلال عواطفهم الدينية وتجنيدهم تحت ذريعة نصرة المسلمين في الخارج، إطعام فقرائهم، الدفاع عن أعراضهم، وبناء المساجد أو حفر الآبار. يقابلها تشويه متعمد لأدوار الحكومات المسلمة وتقصيرها في نصرة الإسلام والمسلمين.

عدد لا يستهان به من أفراد (الجماعات المُستَغَلة) يقوم بجمع الأموال تحت غطاء شرعي (مُضلل)، أو بحسن نية، ما يقودهم إلى مخالفة الدين، والقانون. وكما أن طُرق النار معبدة بالنوايا الحسنة، فأكثر وسائل تمويل الإرهاب غير المباشرة تُبنى على قواعد النوايا الحسنة أيضا، وهي نوايا تُقحمُ معتنقيها المهالك.

كثير من عمليات تجنيد جامعي الأموال تتم عبر استغلال البعد الديني الذي أشار له بيان وزارة الداخلية. ولكن من هو المحرك الحقيقي لخيوط (البعد الديني) الذي يستطيع بحرفيته تحويل المسلم المسالم النقي إلى قاتل محترف في أيام معدودات؟. والذي يجعل من المواطن المسالم البسيط أداة لجمع الأموال، ونقلها وتسليمها وسطاء خارج الحدود؟. محركو خيوط (الأبعاد الدينية) ومستغلوها، في ما حرمه الله، هم المسؤولون عما يحدث من قتل وترويع وإقحام شباب المسلمين في أتون المحرمات الشرعية، والقانونية.

للأسف الشديد فأكثر هؤلاء طلقاء يتنعمون في مساكنهم وبين أهليهم، في الوقت الذي يدفع فيه المُغَرَّر بهم ضريبة ما اقترفته أيديهم من أخطاء. أعظم الظلم، أن يُقحِمَ القائد مُرِيديه أتون النار، ويُنزِلَ أهله وأبنائه الجنان. التكفير، جمع الأموال، وتجنيد الشباب محلياً يقوم على فكر ديني منحرف يتعارض مع تعاليم الشريعة، أي أننا نتحدث عن جوانب لا يمكن للجهات الأمنية إحداث التغيير فيها، بل هي مهمة رجال الدين، يتقدمهم العلماء ، خطباء المساجد، وأساتذة الشريعة وأهل التقوى والصلاح القادرين على كشف زيف الأفكار الدينية المنحرفة وحماية المجتمع منها.

محاربة الفكر الديني المنحرف هو السبيل الأمثل لقطع دابر الإرهاب، وكل ما عدا ذلك لا يمكن أن يكون إلا مكافحة لجماعات نشطة قد تسبق عمليات القضاء عليها ولادة جماعات تكفيرية أخرى.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244



f. albuainain@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد