Al Jazirah NewsPaper Monday  30/06/2008 G Issue 13059
الأثنين 26 جمادىالآخرة 1429   العدد  13059
الحبر الأخضر
حائل والطيران والأمل في سلطان بن عبدالعزيز
عثمان بن صالح العامر

يشهد التاريخ أن هناك رجالاً جعلهم الله ملاذًا للعامة، تنحل على أيديهم كثير من القضايا المتأزمة، وتتقازم في حضرتهم العديد من المشاكل التي صارت - مع تصارم الليالي ومرور الأيام - إشكاليات معقدة، بتوفيق من الله أولاً ثم بما منحهم الربّ سبحانه وتعالى

من صفات وخصائص ميزتهم عن غيرهم وجعلتهم منارات في مجتمعاتهم وعناوين في زمانهم، ولما يتمتعون به من رجاحة عقل و كلام فصل وعطاء جزل وحضور فاعل وقرب من الناس ومحبة لهم ورغبة في معايشة مشاكلهم وحلها وإدخال السرور عليهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وإن عد هؤلاء اليوم فإن من أوائلهم وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والذي يشهد تاريخه الشخصي والرسمي على صنائع المعروف التي جاد بها عن طيب نفس وكرم عطاء، وتبرهن البيوت المنزوية والبطون الجائعة والأبدان المريضة على أياديه البيضاء التي امتدت لتمسح دمعة وتواسي مصاباً وتؤازر محتاجاً وتنقل مريضاً وتتكفل بعلاجه، وتدلل الحوادث والوقائع الشخصية والمجتمعية الداخلية والخارجية على مواقفه التي كان لها أبلغ الأثر وأقواه في نفوس الكثيرين الذين مستهم الضراء وحلت بساحتهم البلوى ولم يكن لهم بعد الله سوى رجل البذل والبر والعطاء سلطان بن عبدالعزيز، وما الشعر والنثر، وما القول والقلم، وما.. وما.. التي باحت وسطرت ورسمت ملامح هذه الشخصية الرمز إلا شاهد على ما نقول وما هو في رحم الغيب أكثر وأشمل والله أعلى وأعلم، وإن كانت الشمس المشرقة لا تحتاج إلى برهان أو دليل.

ونحن أهالي حائل المنطقة نعرف كثيراً من مواقفه الرائعة التي رسم فيها على أرض الجبلين ملحمة لا يجود بها بعد جود الله سوى سلطان بن عبدالعزيز، وليس جديداً في قاموسنا نحن أبناء هذا الجيل أنه متى ما حزبنا أمر أو ألمت بنا حاجة أو حلت بساحتنا نازلة استعنا بالله ثم بقيادتنا المباركة الميمونة لحلها والخروج منها بسلام ، فأجدادنا ومن بعدهم الآباء كانوا على ذلك ويتناقلون هذه القاعدة الذهبية بكل ثقة ويقين.

نعم صاحب السمو نحن نؤمن بأننا نعيش عصر العولمة وندرك أن من ركائز اقتصاد هذا العصر التنافس الحر والخصخصة المطلقة التي قد تمتد إلى جميع القطاعات الخدمية الحكومية والأهلية، ويعلم الله أننا سررنا لوجود شركات نقل جوي سعودية خاصة تدخل في حركة ملاحتنا الداخلية، وكنا نأمل أن تكون هذه الشركات جنباً إلى جنب مع الخطوط الجوية السعودية لتكون هذه الخطوة المباركة باباً لتقديم خدمات جوية أفضل في بيئة تنافسية حرة تضع أمام المسافر حرية الاختيار بين البدائل المتعددة، ولكن ما حدث في منطقتي حائل والقصيم على وجه الخصوص خلاف ذلك!!، ولأن التجربة في بدايتها ولم تنضج بعد، ولكون الخطوط الخاصة البديلة بطاقتها الحالية لا يمكن لها أن تفي بـ10% من الطلب المعهود على النقل الجوي بين محطتي حائل والرياض خاصة، لذا فإن أهالي المنطقة المرضي والمعاقين قبل الأصحاء الأسوياء ورجال المال والأعمال قبل غيرهم وكبار المسئولين قبل عامة الموظفين والنساء كما الرجال والصغار مع الكبار والزائرين قبل القاطنين وأهالي الديرة.. كلهم بلا استثناء يعانون الأمرين والكل كان وما زال ينتظر الفجر الصادق عله أن يشاهد في الأفق من على يمين أجا أو حتى عن يساره طائرة الخطوط الجوية السعودية تهبط في أرض المطار قادمة من الرياض، الكل في انتظار الفرج ، وتداعب أمنيتنا هذه تلك الوعود والإشاعات التي نسمعها بين الحين والحين وسرعان ما نكتشف أنها مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء، نواسي النفس ونقطع الأيام، نسافر بالسيارة تارة وبالنقل الجماعي أخرى، وقد نضحي بمصالحنا وأعمالنا ونعتذر عن الاجتماعات واللقاءات ونستصعب حضور الندوات والمؤتمرات ونؤجل مواعيد مرضانا لتعذر السفر وصعوبة الوصول حسب الموعد المضروب أو وجوب البقاء ليومين متتاليين في الرياض وربما أكثر من ذلك، وهذا -كما يعلم سموكم الكريم- فيه ما فيه من العنت والمشقة خاصة لمن هم أهل أعمال ومسئوليات أو مرضى وذوو حاجات أو من خلفهم ذرية ضعاف يخافون عليهم الحاجة والعوز أو... ويقال مثل ذلك لمن يرغب القدوم من الرياض إلى حائل الأمر الذي انعكس سلباً ولو نسبياً على الحركة التنموية في المنطقة والتي تحظى بالدعم والمؤزرة والتشجيع من لدن مقامكم الكريم.. هذا -صاحب السمو- طرف من حديث الشارع الحائلي في النقل الجوي القائم الآن، والكل على يقين وثقة أنه متى وصل الأمر إلى أبي خالد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رمز الجود والعطاء وعنوان الإخلاص والوفاء فستكون بداية النهاية لهذه الحال الصعبة ولحظة حاسمة لفتح صفحة جديدة في سماء حائل التي هي أشد ما تكون شوقاً إلى سماع صوت طائرة الخطوط الجوية السعودية منذ الفجر وحتى بعد العشاء، وفي هذا شهادة مجتمعية على تميز وجودة وتقدم خدمات هذا القطاع التنموي المهم في بلادنا المباركة، ولم يكن له أن يصل إلى تحقيق هذا الإجماع لولا الله ثم دعمكم المتواصل ومتابعتكم الشخصية والدائمة له فلكم صاحب السمو من قلوب المحبين والمجلين فائق التحية وجزيل التقدير، لكم يا أبا خالد دعاء من القلب المحب الصادق بأن يحفظك ويرعاك ويسدد على الخير خطاك، وحمداً لله على سلامتك وعودتك إلى أرض الوطن وأنت ترفل أيها الرمز الوفي بثوب الصحة والعافية.. ودمت عزيزاً يا وطني.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6371 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد