Al Jazirah NewsPaper Monday  30/06/2008 G Issue 13059
الأثنين 26 جمادىالآخرة 1429   العدد  13059
مجداف
الفكر الجهادي وعلاقته بعمليات تمويل الإرهاب «2-2»
فضل بن سعد البوعينين

توقفنا في مقال الأمس حول الحديث عن تمويل الإرهاب الداخلي: تُرى كم هم الذين لا يعلمون هذه الحقيقة من المنخرطين في عمليات جمع الأموال، والداعمين لهم؟. لا نعلم، فالجواب يحتاج إلى بيانات دقيقة، لكننا نعلم مدى تأثير الرسائل التوجيهية الحاثة على التبرع لنصرة مسلمي الخارج، وهي رسائل يخالطها الكثير من الزيف والخداع.

بعض أموال التبرعات تذهب لتمويل عمليات ضرب الاقتصاد الوطني من خلال استهداف آبار النفط ومصافي التكرير، وتدمير أهم مقومات الدولة الإسلامية، وزعزعة الأمن الداخلي وإثارة الفتن والقلاقل.

مصادر أمنية سعودية أشارت في تصريحات صحفية العام الماضي إلى أن (استهداف تنظيم القاعدة لمنشآت النفط في المملكة كان هدفا معروفا منذ يونيو 2004م عندما اقتحم أربعة إرهابيين، كان بينهم الموقوف نمر سهاج البقمي، مجمع واحة عبدالعزيز بالخبر، مؤكدة أن التنظيم كان قد خطط لتفجير مصافي بقيق النفطية بعد الهجوم الإرهابي على المجمع).

المحلل النفطي (فيل فلين) قال في تصريحات صحفية بعد استهداف مواقع نفطية سعودية إن: (مصدر القلق أننا نعرف أن صدارة أولويات (القاعدة) تتمثل في ضرب حقل نفطي سعودي)، أي أنهم يسعون جاهدين إلى تدمير الاقتصاد الوطني من الداخل وإفقار الشعب، وإضعاف الدولة الإسلامية.

اللواء التركي يؤكد على أن (هناك فئات تستغل البُعد الديني الذي يتميز به السعوديون من أجل التأثير عليهم واللعب على عواطفهم في سبيل تجنيدهم والسيطرة عليهم). ويضيف في تصريحات خص بها صحيفة (إيلاف): (معروف عن السعوديين حماسهم الشديد لقضايا المسلمين بسبب طابعهم الديني البحت، وهناك من يستغل هذا الجانب للتأثير عليهم وعلى أفكارهم وإثارة عواطفهم من خلال القضايا التي تتعلق بالمسلمين ومن ثم يتم تجنيدهم وتوجيههم لتنفيذ عمليات إرهابية).

وزارة الداخلية على علم تام بمخططات الجماعات الإرهابية، الداخلية منها والخارجية، وأهدافها، وهي تقوم بوضع خططها الاستراتيجية للتعامل معها بدقة وحرفية.

جهود وزارة الداخلية في القضاء على الإرهاب الداخلي تحتاج إلى جهود موازية من رجال الدين الذين يعول عليهم الكثير في محاربة الفكر الضال وتحصين الشباب من شرور (الفكر الجهادي) الذي ساعد في تهيئة الشباب لقبول دعوات التجنيد المفتوحة!.

يجب أن نعترف بوجود بعض الخلل والقصور في محاربة الفكر الإرهابي وتعريته وإدانته الإدانة الصريحة التي لا يشوبها لَبْس من على منابر المساجد وحلقات الدروس والبرامج الإعلامية والبرامج الموجهة وقطاع التعليم بأكمله.

هناك قصور أيضا في إصدار قوانين مكافحة الفكر الضال التي يفترض أن تكون رادعة للمخالفين، وحصناً يمكن من خلاله حماية الأبناء وتحصينهم من الأفكار الهدامة.

يفترض أن تتكاتف الجهود وتحشد القوى من أجل محاربة الفكر الإرهابي وإزالته من عقول الشباب والنشء؛ كي نصل إلى مرحلة متقدمة جداً من الأمن والاستقرار.

الجهود الأمنية تقضي على أدوات الإرهاب المتجددة، إلا أن استراتيجيات مكافحة الفكر الضال سوف تقضي، بمشيئة الله، على الفكر الإرهابي الذي يفرخ الإرهابيين ويعوض الفاقد منهم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244



f. albuainain@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد