Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/07/2008 G Issue 13061
الاربعاء 28 جمادىالآخرة 1429   العدد  13061
الاحتباس الحراري والتغير المناخي
د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ

نقطة الإمالة أو tipping point هي تلكم النقطة التي تصل الحالة فيها إلى وضع نتحول عنده إلى حالة مغايرة، والمثال على ذلك عندما تصل درجة الحرارة إلى درجة واحد مئوية عندها يذوب الجليد. والملاحظ في كثير من ،....

.....الأبحاث المناخية يستخدم هذا المفهوم كمؤشر لسخونة الأرض أو ما يعرف ب global

warming. إن الأقاليم المؤثرة في المناخ الأرضي

هي تلكم المناطق أو الأقاليم الرئيسة في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، أو ما يمكن أن يطلق عليها الأنظمة الأرضية التسعة، وهي: المحيط المتجمد الشمالي والغطاء الجليدي لحريلاند

(GIS) والغطاء الجليدي الغربي لأنتاركتيكا (WAIS) والحركة الثرمولية الأطلسية (THC)

والمانسون الهندي الصيفي (ISM) والنينو الجنوبي ENSO) (ومنسون الغرب الأفريقي

(WAM) والصحراء مع الساحل الأفريقي

وغابات الأمازون المطيرة (ARF). وهذه المناطق أو الأقاليم تشهد تغيرات مناخية ملحوظة من شأنها أن تؤثر في ظاهرة التسخين الأرضي. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأنظمة الأرضية المشار إليها مهددة بالخطر للمرور في نقطة الإمالة المذكورة سابقاً، وأكثر الأنظمة تهديداً هما الآرتيك وجرينلاند. وقضية التغير المناخي التي يدور حولها كثير من الجدل هي في المقام الأول موضوع إنساني له علاقة بالاقتصاد والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسيترتب عليه الكثير من الأمور الاجتماعية ومن أبرزها ازدياد الفقر، وهناك مقولة بهذا الشأن مفادها أن مسألة الفقر لم تعد في الماضي بل هي جزء من المستقبل. وإذا كان التغير المناخي جزءاً من المناخ فإن أسبابه اقتصادية وسياسية وسلوكية، ويمكن اختصارها في زيادة الكربون المنفوث في الأجواء carbon emission، وعلاج ما يترتب على التغير المناخي موضوع بشري في المقام الأول. وتعد الولايات المتحدة أكثر الدول تلويثاً للبيئة في العالم، ولقد جاءت بعدها الصين في السنوات الأخيرة. وأكد ذلك ميكل سبكترم، الكاتب العلمي في صحيفة النييوركر، في مقابلة معه في الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية .npr

ومن المعلوم أن هنالك إسفنجتان تمتصان ثاني أكسيد الكربون تتمثلان في البحر والغابات، وهنالك ظاهرة ما يسمى بdeforestation، وهي عملية اجتثاث الغابات وتجري أمثال هذه العمليات في الأمازون وفي إندونيسيا. والسؤال المطروح: يتعلق بتوزيع عادم ثاني إكسيد الكربون لمختلف القارات، أو بعبارة أخرى، ما نسبة ارتفاع ثاني إكسيد الكربون المنفوث خلال القرن أو القرنين الماضيين، وما نسبة إسهام الدول أو القارات فيه؟ ومن المعلوم أن معظم مصادر الكربون تأتي من محطات الطاقة الكهربائية. وإن ظاهرة الغازات المنفوثة في أجواء الأرض هي نتيجة لتراكمات تلكم الغازات لعدد من القرون. ويأتي 30 في المائة من هذه الغازات، خلال القرن العشرين الماضي، من الولايات المتحدة لوحدها، ثم تليها العديد من القارات والدول الأخرى بمقادير متفاوتة من النفث الغازي في أجواء الأرض، تسهم آسيا بنسبة 20 في المائة من الغاز التراكمي النافذ للأجواء وتسهم أفريقيا جنوب الصحراء بما يقارب 2 في المائة فقط.

وثمة تساؤل آخر: منذ متى بدأ الحديث حول قضية الانحباس الحراري؟ لقد ظهر المصطلح منذ عام 1937م في كتاب جامعي ألفه أستاذ الجغرافيا في جامعة ويسكنسن في مدينة ماديسن الأمريكية Glen T. Tre

wartha. ويحصل التسخين الكوكبي، أي

تسخين الكرة الأرضية، يوماً بعد آخر بل ساعة بعد أخرى، نتيجة للنشاطات البشرية التي تتسبب في ضخ كميات كبيرة من الغازات في الأجواء. ومن الطرق لتقليص المنفوثات الغازية تتمثل في تخزين الكربون، أو CO2، في مكان ما غير الغلاف الجوي. وهنالك طريقتان مختلفتان جداً لتخزين الكربون: الطريقة البيولوجية والجيولوجية، إلا أن الحجز بالطريقة البيولوجية يعد أكبر (فاكهة متدلية)، كما يقال، لتقليص الكربون بمقدار كبير وسريع.

أما أهم مصادر التلوث الكربوني فتأتي من محطات توليد الطاقة الكهربائية، إذ تعد أكبر ملوث من هذا النوع، وتشكل 40 في المائة كمصدر لثاني إكسيد الكربون المنفوث في الهواء في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان من الصعوبة معرفة الكميات الغازية التي تنفذها كل محطة توليد. إلا أنه تكونت قاعدة معلومات عن هذا الأمر في السنوات الأخيرة، يمكن عن طريقها توزيع مصادر الكربون، والموقع هو:

CARMA، ويعني اسم الموقع: (حركة مراقبة

الكربون)، Carbon Monitoring for Action. ويعمل هذا الموقع على توزيع المحطات جغرافياً ويصدر لها خرائط، وهناك خمسة ألوان تتدرج من أخضر ليرمز للنظافة إلى أحمر ليرمز لأعلى درجات التلوث، ويرتبط بذلك حجم الطاقة المنتجة التي تتناسب عكسياً مع درجة التلوث، فكلما انخفضت الطاقة الإنتاجية كلما ارتفعت نسبة نقاوة الغلاف الجوي، والعكس صحيح.

وبضغطة على زر يمكن متابعة الكربون المنفوث حول العالم من 50 ألف محطة توليد كهربائية و4 آلاف شركة عالمية. ويوضح الموقع بلمسة زر أيضاً كل محطة في الماضي والحاضر والمستقبل بناء على المحطات القائمة وتلكم التي تحت الإنشاء والتي في مرحلة التخطيط. ويوضح الموقع أكبر 100 شركة فقط تسهم في أكثر من نصف ثاني إكسيد الكربون من جميع محطات توليد الطاقة في العالم. كما يظهر الموقع إمكانية محطات التوليد ذات الوقود الفحمي المقترحة. ويحصل الموقع على معلوماته من الولايات المتحدة من خلال مؤسسة حماية البيئة الأمريكية ومن مصادر رسمية في كندا والاتحاد الأوروبي والهند. أما بالنسبة للمحطات التي لا تنشر تقارير عن الكربون النافث منها في الأجواء، فيعتمد الموقع على مصادر تقدر ذلك ويستخدم نماذج رياضية لتقدير ثاني أكسيد الكربون المنفوث في الغلاف الجوي.

أستاذ الجغرافيا بجامعة الملك سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد