Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/07/2008 G Issue 13061
الاربعاء 28 جمادىالآخرة 1429   العدد  13061
طالب يرفض حصة الانتظار
د. محمد بن شديد البشري

تقوم الجامعات التربوية بتأهيل الطلاب المعلمين للتدريس من خلال تزويدهم بالنظريات التربوية التي تعينهم في أدائهم التدريسي، كما أنها تسعى إلى إكسابهم عدداً من المهارات التدريسية التي سيحتاجونها حينما ينخرطون في سلك التدريس.

ومن أهم المتطلبات التي يتعين على الطالب المعلم إكمالها واجتيازها ما يسمى بالتدريب العملي أو التطبيق الميداني وهو متطلب لكل متخرج في جامعة تربوية، حيث يطلب منه التطبيق العملي لمهارات التدريس في مدارس التعليم العام حتى يطبق المهارات التي درسها وتدرب عليها على طلاب حقيقيين وتختلف مدة التطبيق هذه من جامعة إلى أخرى ولكن القاسم المشترك بين الجامعات هو أن المتدرب لابد أن ينزل إلى الميدان التعليمي ويمارس التدريس كما المعلمين الرسميين ويلتزم بالحضور والانصراف ويمارس جميع المتطلبات التدريسية بدءاً من حضور الطابور الصباحي حتى نهاية اليوم الدراسي.

ويختلف الطلاب المعلمون في مدى حرصهم وتفاعلهم في إتقان وممارسة متطلبات التدريب الميداني.

ولعل من البدهي والمنطقي أن يلتزم الطالب المعلم ويحرص على إتقان هذه المهمة حتى يستفيد خبرة من جهة ويحقق مستوى جيداً يدفع بالقائمين على تقويمه على منحه درجات مرتفعة تساعده في رفع معدله التراكمي من جهة أخرى.

ولكن الملاحظ اليوم أن بعض الطلاب المعلمين وأجزم أن عددهم غير قليل يظهر عنده عدم الجدية وعدم الحرص على الالتزام بمتطلبات التطبيق العملي، حيث تجدهم يتأخرون بل إن بعضهم يتغيب بعض الأيام ويتأخر عن حضور الحصص الموكلة إليه فضلاً عن عدم التحضير وعدم الوفاء بالمطالب التدريسية مثل التقويم واستخدام الوسائل التعليمية.

وبالمثال يتضح المقال فهذا طالب معلم لم يقم بالتحضير الكتابي إلا مرة واحدة طوال فترة التدريب العملي وآخر تأخر عن الحضور للمدرسة نصف مدة التطبيق وآخر يحضر يوماً ويغيب آخر والآخر ينام أمام الطلاب وآخر يرفض حضور حصص الانتظار وآخر وآخر.. ترى مثل أولئك كيف سينتجون إذا عينوا معلمين وسلمت لهم رقاب الطلاب؟ هل سيلتزمون بما سيوكل لهم من مهام تربوية وتعليمية؟

والتساؤل الذي يطرح نفسه لماذا هذا التبلد ولماذا هذا التقصير ولماذا هذه اللامبالاة؟

دعونا نتساءل أيضاً لماذا تغير الطلاب المعلمون لماذا هم في السابق يتنافسون بأدائهم المتقن ولماذا هم اليوم متقاعسون؟

ربما أن أولئك مخرجات تعليم علمهم الجدية ودربهم على الإخلاص وربما أن هؤلاء نتاج تربية هشة ومتسامحة أفقدتهم الإحساس بالمسؤولية والإخلاص بالعمل وربما أن المعلمين تغيروا واختلفوا فاختلف طلابهم الذين سيعينون معلمين!

ثم أليس بعض معلمينا اليوم هم كانوا مثل أولئك؟

والعجب كل العجب أن كثيراً من أولئك معدلاتهم الدراسية جيدة وهم أولى بالتعيين في سلك التدريس من غيرهم حسب مفاضلات وزارة التربية والتعليم.

إذن لابد من وقفة جادة تجاه هذه الظاهرة التي تكبر يوماً بعد يوم ولابد من وضع معايير أكثر صرامة وأدق تنظيماً في عملية تدريب وتأهيل المعلمين وفي إجراءات اختيارهم لأن العرض أكثر من الطلب والنظام التعليمي الناجح هو الذي يصطفي أفضل الأفراد ليكونوا معلمين.

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود


albashri@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد