Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/07/2008 G Issue 13062
الخميس 29 جمادىالآخرة 1429   العدد  13062
خبراء النفط: انتهى عصر الطاقة الرخيصة
المنتجون يؤكدون في مؤتمر مدريد وجود حمولات لا تجد من يشتريها

من سينيكا تارفاينن - مدريد - د ب أ

ظلت الأسباب الحقيقية وراء الارتفاع الصاروخي لأسعار النفط غير واضحة في المؤتمر العالمي التاسع عشر للنفط الذي يواصل أعماله حالياً لليوم الثالث في العاصمة الأسبانية مدريد، لكن شيئا واحداً أصبح واضحا بشكل كبير. ومن الآن فصاعدا سيصبح الوصول إلى (النفط السهل) (محدودا) كما قال الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شيل جيروين فان دير فير بينما تحدث رئيس شركة بي بي (توني هايوورد) عن انتهاء عصر (الطاقة الرخيصة).

وقد أدت أسباب تضاعف أسعار النفط في غضون عام إلى انقسام المحللين في المؤتمر الذي يجمع آلاف الخبراء في العاصمة الأسبانية من أمس الأول الاثنين وحتى اليوم الخميس. وقال مسئول من مجموعة سوناطراك الجزائرية للطاقة إن أسباب ارتفاع أسعار النفط تعد بمثابة لغز، بينما تحدث وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية عن (تقلبات غريبة في السوق).

وينظر إلى (أزمة النفط) المستمرة على أنها تختلف عن سابقاتها من منظور أن أسبابها أكثر تعقيدا. وعزا المحللون ارتفاع أسعار النفط إلى مجموعة مختلفة من العوامل تتراوح بين ضعف قيمة الدولار وقلة الاستثمارات وطاقة معامل التكرير الإنتاجية والضرائب المفروضة على الوقود بالإضافة إلى ظهور مصادر بديلة للطاقة والصراعات مثل التوتر بين إسرائيل وإيران والهجمات المسلحة التي تستهدف أنابيب النفط في نيجيريا.

ومما لا شك فيه أن الزيادة على الطلب في الدول النامية التي ستصل احتياجاتها إلى ربع الإنتاج العالمي اليوم وذلك في غضون 20 عاماً، تعد أحد العوامل المساعدة على زيادة أسعار النفط، وفقا للأرقام التي حددها (فو تشينج يو) رئيس الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري. وقلل ممثلو شركات النفط ووكالة الطاقة الدولية من دور المضاربين في السوق الذين تتهمهم الدول المنتجة وبعض السياسيين الأوروبيين بتضخيم الأسعار.

وأعرب ممثلو الشركات المستهلكة عن تشككهم إزاء توافر إمدادات كافية، بينما قال نظراؤهم من منظمة الدول المصدر للنفط (أوبك) إن هناك حمولات نفطية لا تجد من يشتريها. وفي ظل استمرار مصادر الطاقة البديلة في لعب دور محدود سيبقى العالم معتمدا على النفط لعقود وعبر المحللون عن ثقتهم في أن تدشين مشروعات جديدة في البرازيل وروسيا وخليج المكسيك وحتى في العراق التي مزقها الصراع سيضيف لمصادر الطاقة. لكن قدرا كبيرا من الاحتياطي يوجد في أعماق المياه أو في مواقع أخرى يصعب الوصول إليها وهو ما يجعل عملية استخراج النفط مكلفة بشكل كبير حسبما يرى الخبراء.

وقال ريكس تيلرسون رئيس شركة اكسون موبيل إن لدى البرازيل على سبيل المثال (مصادر رئيسية جديدة)، لكنها (تعد من الناحية التقنية أحد أكثر المصادر صعوبة).

بينما قال كريستوف دي مارجيري رئيس شركة توتال الفرنسية إن الاستثمار في مثل هذه الاحتياطيات ربما يتطلب حدا أدني من سعر النفط يصل إلى 80 دولارا للبرميل كي يصبح مربحا. وقد عمل ارتفاع أسعار النفط على إسراع عملية التضخم وأثار أعمال شغب في كل من الدول النامية والمتقدمة وهدد الاقتصاد العالمي بتأثير تراجعي. وحذر وزراء المالية في الاتحاد الأوروبي مؤخرا من أنه في ظل عدم احتمال تراجع أسعار النفط إلى المستويات المنخفضة التي شهدتها في العقود السابقة فإن مثل هذه المشكلات قد تستمر إذا لم تبدأ الدول المستهلكة في تكييف اقتصادياتها مع ارتفاع معدلات التضخم على المدى الطويل. يذكر أن مؤتمر النفط العالمي هو واحد من أهم الاجتماعات في مجال صناعة النفط حيث يجمع آلاف من المندوبين من أكثر من 50 دولة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد