Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/07/2008 G Issue 13064
السبت 02 رجب 1429   العدد  13064
يارا
عبد الله بن بخيت

مع التقدم الجاري في نواحي الحياة أصبح لكل شيء مقياس. قبل سنوات بعيدة كنا نشتري الجح بالكوم. لا أتذكر ولا يتذكر حتى الكبار في ذلك الزمن أي مقاييس لذلك الكوم لا في الحجم ولا في الكمية ولا في الوزن.

صاحب البسطة هو الذي يوزع جحه إلى أكوام ويسعرها بالسعر الذي يراه، لكن من الواضح أنه يدرس السوق؛ لأن معظم الأكوام عنده وعند منافسيه متشابهة في الشكل ومتقاربة في الكمية وأكيد متفقة في الوزن إلى حد بعيد

شريطية الجح أيام زمان يشبهون مديري وول مارت. كانوا يدرسون أسعارهم وأرباحهم وقدرة السوق على الشراء. في كل بيعة يحصل مكاسر ومفاصل. عندما تتأمل في عملية المكاسر سيتضح أن هدفها موازنة السعر بين الفقير والغني. الغني يشتري بسعر والفقير يشترى بسعر آخر. يمكن أن ينتظر الأفقر من الناس حتى نهاية اليوم ليشترى أكوام الجح المتبقية بأقل من نصف السعر.

القاعدة الاقتصادية, الجميع لازم يأكل جح. قاعدة تكافلية فاتت على مديري وول مارت. لا أحد يعرف آنذاك لماذا الإصرار على أكل الجح يومياً وبكميات مروعة. ولكن السر مهما طال لا يمكن إخفاؤه. أثبت العلماء في آخر وأهم اكتشاف لهم أن للجح مفعول الفياجرا. يحتوى على مكونات لها نفس تأثير أقراص الحبة الزرقاء. لم يشر الخبر إلى المعايير الدقيقة: هل الجحة تعادل حبة فياجرا أم حبتين؟ لكن شراء الجح بالكوم أيام زمان يدل على أن نسبة الفيجرة في الجح قليلة. ثلاث جحات بالكاد تصل إلى حبة فياجرا عيار 50.

أرجو أن تضيف جامعة الإمام الجح إلى قائمة أدوية كلية الطب التي تنوي افتتاحها الموسم القادم أسوة بالأدوية الأخرى المقررة مثل الصبر والحلتيت والنينخا. يقول أصحاب الاكتشاف إن الجح يحتوى على مادة ( phyto-nutrient) التي تتفاعل مع الجسم. هذا يفسر بعد سنين طويلة لماذا كان الناس يشترون الجح بالكوم وليس بالحبة. كنا نعتقد أن الجح يضاعف من الجرعة التخديرية للكبسة واللبن.

يمكن بقليل من التفكير الخلاق أن نقول إن الجح يؤدي إلى الشيء ونقيضه. طالما أن كمية الفيجرة في داخله قليلة جداً يضطر المستفيد أن يزيد جرعة الجح فيضطر الدماغ إلى إرسال أكبر كمية من الدم إلى البطن لإنجاز عملية الهضم فيحدث التخدر والفيجرة في نفس الوقت. الشاهد أن الإنسان إذا انتهى من ضرب الكبسة ولحقها غضارة لبن وحشا الفراغات بالجح ينتفخ بطنه ويسقط على ظهره حتى قبل أن يغسل يديه أو على الأقل يمسحها من الزفر, عندئذ تنسحب الفنيلة إلى الأعلى وتنطوي تحت الأثداء المتدلدلة فتبرز الكرشة المحشوة بالأخلاط فيبدو صاحبنا كالذبيحة النافقة. ربما كانت النومة المفاجئة جنب التبسي إغماءة أو مجرد خداع للأطفال لكي يخرجوا إلى السوق.

كانت المدام تطارد الأطفال وتطردهم خارج البيت: خلوا أبوكم يرتاح. هل يرتاح بسبب المخدر أم بسبب الفياجرا؟!

فاكس 4702164


Yara.bakeet@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6406 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد