كثيرا ما نقرأ ونسمع عن مصطلح يترجم حدا للتعاملات التي تجري بين الناس لا يمكن تجاوزه، وعرف بالخط الأحمر، واتفق على أنه إذا ما انتهى تعامل بين اثنين أو فئتين من الناس، سواء كان ذلك التعامل أدبيا أو معنويا أو ما عدا ذلك إلى التقاتل أو التشاحن، وجب التوقف عنده لأنه نذير خطر ما، ومشيرا إلى أن هناك شكا في حصيلة التعامل أو خللا في نتيجة التقاول، والعقلاء من الناس يحسبونه التزاما يحد من المبالغة في الفعل أو القول ويحمل على جعل الأمر متوازنا بين الفئات المختلفة في وجهات نظرها.

وإذا ما نظرنا إلى ذلك الخط الأحمر بعين تحصره في الزاوية الأدبية، وما له من مقام فاصل في لغة الشعر الغزلي الذي يطرق فيه الشاعر التفضيل والمفاضلة، وجدنا بعض الشعراء يجعل من (مَن) خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وهو مطلق عنان لسانه في البحث عما هو أجمل من محبوبته التي يتغزل بها.

والصورة التي يمكن أن نسوقها مثلا في هذا الموضوع هي قول العفيف التلمساني:

(1) عن كتاب الوحشيات والأوابد ص185

لفضيلة الشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل.