أنهالت دموعي واضطرب فؤادي ألماً وحيرة وحزناً، عندما غيب الموت رجلاً كان رمز الرجولة والشهامة والكرامة.. ذلك الرجل المعطاء ذو الأيادي البيضاء.. رجل عرف بالشدة والصرامة في مواضعها واللين والعطف في مواضعها، رجل ملك قلوب المحبين.. رجل حزنت لفراقه القلوب وبكت لفقدانه العيون.. تبكي لفراقه كتب عكف على قراءتها الأيام والليالي، تبكيه أعين باتت راضية وآمنة لما يقدمه لها، يبكيه كل ركن في منزله اعتاد الجلوس به.. فاليوم واره الثرى وغاب عن ناظرنا إنه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن عبدالمحسن البدر -رحمه الله رحمة واسعة-.

لم يفتر لسانه يوماً عن ذكر الله، فإنه في أيامه الأخيرة كان يكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم أحسن لي الخاتمة)، صوته لم يفارق مسامعي وهو يأمن من شدة المرض.. ذلك الجسد الطاهر وذلك الوجه النير الذي يشع بياضاً ونوراً وذلك الثغر الباسم هذه هي صورته التي لم تفارق مخيلتي لم يتبادر إلى ذهني أن يوم الأربعاء الموافق 9-5-1429هـ هو آخر يوم أراك فيه، لكن هذه هي حال الدنيا لن تبقي على أحد ولو أبقت لكان الأولى بالبقاء نبي الهدى محمد بن عبدالله - صلوات الله وسلامه عليه- والحمد لله على قضاء الله وقدره وصفاء الأمر وكدره، ورحمك الله رحمة واسعة يا جدي الغالي..

فنحن جميعاً: أبناؤك وبناتك وزوجتاك وأحفادك ومحبوك نعزي أنفسنا بفراقك وندعو مولانا القدير أن يجمعنا بك في جنات عدن في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. وأن يجعل ما حصل لك رفعة لك وعلواً في منزلتك.. اللهم آمين.